مع تزايد حالات الإقالة أو الاستقالة وتغيير المدربين والأجهزة الفنية خلال المراحل الماضية من الدوري الممتاز لكرة القدم وفي ظل عدم ظهور نتائج إيجابية للتغيير بشكل دائم، ومع توقع وجود حالات إقالة أو استقالات جديدة خلال الجولات المقبلة من مسابقة الدوري أو منافسات كأس الجمهورية يمكن القول: إننا أمام عدة حقائق باتت راسخة وثابتة منذ عدة مواسم وهي مستمرة في الموسم الحالي وربما خلال المواسم القادمة.
أولى الحقائق أن عدداً كبيراً من إدارات الأندية تقوم بتعيين مدربي فرقها دون وجود أسس أو مقومات تدعم نجاح هذا القرار وبالتالي يكون التعيين بناء على ما هو متاح من مدربين لم يتعاقدوا مع أندية أخرى، أو على ما هو متاح من إمكانات مادية تسمح باستقدام مدرب يقبل العمل بظروف لا تساعد على النجاح، أما ثاني الحقائق فهي أن المدرب لا زال الحلقة الأضعف من بين جميع الكوادر العاملة في كرتنا على اعتبار أن هذا المدرب غالباً ما يكون شماعة لتعليق الأخطاء والعثرات عليها وتكون إقالته أول إجراء يتم من خلاله امتصاص الغضب الجماهيري على سوء النتائج وشكل من الأشكال التي تدّعي إدارات الأندية من خلالها وجود عمل ومتابعة لحال فرقها المتعثرة والمحتاجة لوقفة إدارية قبل الوقفة الفنية، فيما يمكن القول: إن الحقيقة الثالثة تكمن في تشابه وتساوي قدرات المدربين الذين يشرفون على فرق الدوري إلا فيما ندر حيث يمكن استثناء عدد قليل جداً منهم وهم معروفون للقاصي والداني من متابعي كرتنا باعتبارهم كمدربين أحدثوا طفرة ونقلة نوعية في فرقهم.
بالمقابل وبعيداً عن الشأن الفني والتدريبي نجد أن الأندية المتمتعة بوجود إدارات فعّالة ومستقرة هي الأكثر نجاحاً حتى الٱن وهو ما نشهده حالياً مع أندية الكرامة وتشرين والوحدة والجيش وكذلك حطين الذي تحاول إدارته الجديدة الانتقال به كناد لواقع أفضل.
بناء على ما سبق ووفقاً للمعطيات والحقائق المذكورة أنفاً، يمكن التأكيد على حقيقة جوهرية ذكرناها سابقاً وهي أن العمل الإداري الناجح سيؤدي لنجاح فني مقترن بالنتائج والعكس صحيح على أمل أن تتعدد وتزيد الإدارات الناجحة في أنديتنا وأن تختفي الإدارات الفاشلة التي تهدر المال والوقت والجهد دون أي نتاج إيجابي.
ما بين السطور- يامن الجاجة