تتفاقم معاناة الشعب السوري بكلّ انعكاساتها السلبية وتشعباتها المؤلمة، والتي أصبحت معروفة لكلّ شعوب العالم وحكوماته وجميع مؤسساته الحقوقية، يوماً بعد يوم، بفعل استمرار الحرب الإرهابية على الدولة السورية، والعقوبات أحادية الجانب التي تفرضها واشنطن وأتباعها الأوروبيين بشكل خارج عن القانون الدولي على السوريين.
وبالرغم من أنّ هناك جهوداً دولية مهمة تبذل من أجل رفع العقوبات والحصار عن سورية، ودعم عودة المهجرين السوريين إلى بلدهم والمساهمة في إعادة الإعمار، إلا أن هذه الجهود تجد ما يعرقلها من الجانب الأميركي الذي يهدف من أفعاله المشينة هذه إبقاء الشعب السوري رهين القلة والحاجة والفوضى وعدم الاستقرار، دون النظر لا لاحتياجاته الإنسانية ولا لحقوقه.
وليس أدلّ على هذا الموقف العدائي تجاه السوريين من جانب الإدارة الأميركية، أكثر من البيان الذي نشر مؤخراً على صفحة السفارة الأميركية في دمشق رداً على الدعوة التي أطلقتها المقرر الخاص للأمم المتحدة إلينا دوهان، والتي طالبت فيها واشنطن برفع عقوباتها الأحادية عن سورية بسبب تأثيرها السلبي على حياة السوريين وعلى تمتعهم بحقوقهم الإنسانية.
فالدعوة الأممية هذه خطوة بالاتجاه الصحيح تستلزم خطوات أخرى، أولها، تشكيل جبهة دولية واسعة في إطار الجمعية العامة للأمم المتحدة للضغط على الولايات المتحدة الأميركية التي أصبحت سياساتها أكثرعدوانية تجاه الآخرين وخطراً يهدد السلم والأمن الدوليين، بسبب دعمها للتنظيمات الإرهابية والانفصالية في سورية، ووقوفها عقبة في وجه جهود محاربة الإرهاب وإعادة الإعمار، للإقلاع عن سياسات البلطجة والتسلط التي تتمسك بها واشنطن دون أن تقتنع بأن عالم اليوم غير عالم الأمس، وزمن الهيمنة والسيطرة ولّى وأصبح في خبر كان.
حدث وتعليق- راغب العطيه