الثورة أون لاين – فاتن أحمد دعبول:
” إن الفعل الثقافي ليس محض تسلية، ولا غرضه الترفيه عن النفس، ولا هو يندرج في خانة الكماليات التي يجدر الاستغناء عنها زمن الحروب والأزمات. إنه أحد أمضى أدوات الصمود والنهوض، يلامس أنبل ما في النفس وأنقى ما في العقل..”
وأضافت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح في كلمتها للعدد الجديد 685 لشهر تشرين الثاني للعام 2020 من مجلة المعرفة” هذا وطن مروية أرضه بدماء شهدائه، مسور بيقظة جنده، عنيد بصمود شعبه، قوي بتلاحم أبنائه، منيع بوعيهم، وإذا كان الوطن هو الحصن والحضن والملاذ، فالثقافة هي الهوية والعروة الوثقى الجامعة لأبنائه مهما باعدت المسافات بينهم”
وتحت عنوان” سردية ميشيل رامبو المغايرة”، كتب ناظم مهنا رئيس التحرير عن كتابين صدرا عن الهيئة العامة السورية للكتاب للصحافي والدبلوماسي الفرنسي السابق ميشيل رامبو” عاصفة على الشرق الأوسط الكبير، حروب سورية” وكلاهما من ترجمة د. لبانة مشوح.
وفي مقدمة كتابه حروب سورية يقول” هذا الكتاب ليس حكاية من حكايات ألف ليلة وليلة، إنه كتاب يوقظ الأشباح والوحوش التي استبدت بكوابيس لانهاية لها استمرت لآلاف الساعات..”
وتستمر مجلة المعرفة في تقديم أبوابها الثابتة لتقدم العديد من العناوين الهامة، ومن باب الدراسات والبحوث نقرأ عن” ما وراء الحداثة، هل يمكن أن تتصالح مع الحداثة” للكاتب يونس كامل صالح، يقول” يعد ظهور هذا الاتجاه علامة مميزة على بدء عصر فكري جديد يختلف كل الاختلاف عن عصر الحداثة.. ويحمل هذا العصر الجديد ثورة اقتصادية وسياسية واجتماعية وثقافية متحررة تماماً عن كل قيود الماضي..”
وتوقف د. غسان السيد عند” تحليل جورج طرابيشي النفسي لخطاب التراث” يقول: يطرح جورج طرابيشي في كتابه “المثقفون العرب والتراث” قضايا مهمة نابعة من عالم غير مرئي هو عالم اللاشعور الذي يعده فرويد المحرك الأساسي في الحياة بسبب الطاقة الكامنة فيه والتي تنتظر الفرصة للتعبير عن نفسها..”
ونطل من خلال العدد على الإصدارات الجديدة يعدها حسني هلال ومنها، نزهة الغراب للكاتب خليل صويلح، عاصفة الجمال لنجاح ابراهيم، خطايا الماء للأديبة الفلسطينية زهرة عبد الجليل الكوسى، لذة القلق للأديب حسان ديوب، بكم غرام السعادة ترجمة زياد الملا، تأليف إيرينا أناستاسيادي.
وفي صدى المعرفة كتبت ريما محمود عن مكتشفات جديدة في معبد زيوس في السويداء بعد إنهاء البعثة الوطنية في دائرة آثار السويداء أعمال التنقيب الأثري للموسم الحالي.
أما قصة العدد فهي لأندريه جيد” تيزيه” ترجمة خليل الخوري، وهي رواية منحوتة من الأساطير ومحاكة من الرموز المشحونة بالمعاني.
ولا يمكن التجول في مجلة المعرفة دون التوقف عند” اللغة العربية والتحديات التي تواجهها” كتبها محمد قجة ويخلص فيه إلى أن المحافظة على اللغة الوطنية قرار سياسي شامل، ومن الضرورة التنسيق بين المؤسسات الأكاديمية والمجامع العربية..
تصدرت الغلاف صورة للفنانة التشكيلية سوسن جلال، واللافت العناية بالصور التشكيلية للفنانين من خلال تضمينها في موضوعات المجلة، ما يشكل قيمة مضافة لما تحويه من صنوف المعرفة والمعلومات.