يستمر المدربون حاملين صفة الحلقة الأضعف سواء في دورينا، أم كان ذلك في كل الدول التي لا تعرف معنى الاحتراف الحقيقي، وتسارع لتضحي بالمدرب خوفاً من ردود الفعل وهرباً من تحمل المسؤولية.
ففي الدوري الكروي المحلي وحتى المرحلة التاسعة تم تغيير ثمانية مدربين كان آخرهم مدربا الفتوة والوثبة، علماً أن نادي الفتوة قام بالتغيير للمرة الثانية منذ بداية الموسم، حاله كحال نادي الاتحاد الذي تغير مدربوه مرتين أيضاً، بينما طال التغيير من قبل أندية الحرجلة والساحل والحرية، ونحن هنا نتحدث عن التغيير بشكليه استقالة وإقالة.
وبالطبع النتائج السيئة لا يتحملها المدربون وحدهم، بل في كثير من الأحيان لا يكونوا مسؤولين عنها في دورينا، فالمنافسة والنتائج الجيدة تحتاج إلى إمكانات مادية واستقرار وظروف مناسبة، ويمكن القول :إن إدارات الأندية تتحمل جزءاً من المسؤولية، لمَ لا وهي التي تختار المدربين الذين تتخلى عنهم لاحقاً، كما أن هذه الإدارات عاجزة ولا تستطيع تأمين ظروف التدريب والاستقرار المادي والمعنوي، فينعكس هذا على الأداء والنتائج، ولهذا وعلى سبيل المثال من الصعب وأياً كان المدرب أن يكون فريق كالفتوة أو الساحل أو الحرية منافساً، وهو الذي لا يستطيع تأمين رواتب لاعبيه ، وهو غير قادر بالأساس على التعاقد مع لاعبين من نوع السوبر، طبعاً هناك مدربون يستطيعون القيادة بالشكل الذي لا يكون فريقهم ذو الامكانات المتواضعة مهدداً بالهبوط، ولكن عموماً تدريب الفرق المغمورة مغامرة، وهو بصراحة لبعض المدربين باب رزق وليس مجالاً للتحدي والبحث عن مجد أو إنجاز، ولهذا نجد عدداً من المدربين يتنقلون بين عدة أندية وهم يعلمون أن ظروف العمل والنجاح غير متوفرة، فيدفعون فيما بعد الثمن من سمعتهم لأن النتائج السيئة تُحسب عليهم، وتسارع الأندية للتضحية بهم أو يضطرون للاستقالة لأنهم كما قلنا الحلقة الأضعف.
ما بين السطور – هشام اللحام