مع بداية عامنا الجديد لابدّ لنا أن نذكر معاً بأن السوريين خلال الحرب الظالمة عليهم، قدموا وأبدعوا فكراً وعلماً وقيمة، ولانغالي إذا قلنا :إن المشهد الثقافي في أحلك الظروف وأصعبها لم يتوقف يوماً واحداً، بل كان التصميم والإرادة عنواناً عريضاً لحياة السوريين.
في الأمس القريب شهدنا إطلاق عملية إعادة الإعمار الثقافي في مدينة حلب مع إعلان انتصارها على الإرهاب والفكر الظلامي الذي حاول بث نيران الحقد والجهل في مفاصلها، بالإضافة إلى التخريب والتدمير للمنابر والمراكز الثقافية في الريف والمدينة… وقد شملت أعمال الترميم والتأهيل عدداً من المؤسسات والمقرات التي تضررت جراء الحرب ومنها ترميم مديرية الثقافة على سبيل المثال لا الحصر.
مانريد قوله :إن ثمة تخريباً طال العديد من المحافظات السورية ورغم كل الظروف والمعاناة والآلام استطاع أبناؤها من إعادة الحياة فيها من جديد … واستطاع النشاط الثقافي أن يعود بشكل أكبر بمشاركة المثقفين والأدباء والشعراء بنتاجاتهم النوعية والمتعددة بالإضافة إلى دور وزارة الثقافة ودعمها للعديد من الأنشطة والمؤتمرات والمهرجانات المهمة التي شهدناها هذا العام وقبله .
على عتبة عامنا الجديد نؤكد أن الثقافة في سورية باقية ومتجذرة عبر التاريخ بفضل أبنائها الذين يؤمنون أن الثقافة فعل حضاري وفكري، لكن السؤال ماذا تعلمنا من عام 2020 المليء بالتفاصيل المرهقة؟ نعم.. تعلمنا أن الحياة مسؤولية ويجب على كل واحد منّا القيام بواجبه فيها لتكتمل دورتها، تعلمنا أن نستعد لوضع خطط واستراتيجيات مستقبلية تخدم شبابنا، وأن يكون لدينا تعزيز في الإنتاج حتى نعتمد على ذاتنا في حلو الأيام ومرها .
لاشك أن منغصات الشعب السوري كثيرة وثقيلة، وطأة الحرب التي مازالت مستمرة حتى الآن وأكثرها هي الحرب الاقتصادية، لكننا نقول: لتطمئن أرواح شهدائنا فحلب انتصرت وجميع أخواتها من المحافظات انتصروا، وسورية ذاهبة إلى مستقبلها المزهر، فالنصر دائماً سيكون لجانب الحق، والسوريون أصحاب حق وتاريخ وحضارة لا يمكن أن تزعزها رياح السموم من هنا أو هناك .
رؤية- عمار النعمة