صلاحيات بزمانها ومكانها

الصلاحيات التي منحها وزير التربية للمحافظين ومديري التربية، بالشؤون اليومية والخدمات المحلية، تستحق الوقوف عندها، خاصة إذا ما علمنا أنها تندرج تحت مسمى النهوض بالعملية التربوية التعليمية وضمان حسن سيرها بعيداً عن الروتين من جهة والفساد من جهة ثانية.

طبعا الهدف الأساس من هذه التفويضات هو تنفيذ مشروع الإصلاح الإداري حسب ما تؤكده الوزارة، هذا المشروع الذي ينطلق من مبدأ اللامركزية في العمل، وتسهيلاً للإجراءات الإدارية وتسريعاً لوتيرة العمل وتوفير الوقت والجهد على المواطنين من خلال توفير الجهد وعناء السفر إلى العاصمة لإنجاز أيّ معاملة يمكن إنجازها في المحافظة وبذات المديرية.

باعتقادنا أن الهدف من إصدار هذه التفويضات أبعد مما هو وارد في أسبابها، فكلنا يعلم أن ما كان معمولاً به قبل إصدار هذه التعليمات كان العاملون والمواطنون على حد سواء يعانون الكثير الكثير في الحصول على ما يبتغون وذلك من خلال مراجعاتهم للمعنيين في الوزارة، ولنكن أكثر وضوحاً كان للمحسوبيات من جهة وللفساد من جهة ثانية الدور الكبير في عملية إنجاز أيّ معاملة، التي هي في الأساس من اختصاص إما مديرية التربية أو المحافظة، بمعنى أدق أنه لا حاجة لمراجعة الوزارة لإنجازها.

إن إصدار هذه التفويضات من قبل وزير التربية التي هي بالأساس من صلاحياته وفق القانون، إنما تشكل تنازلاً عن هذه الصلاحيات وبكل جرأة والتي كانت تشكل عبئاً ثقيلاً على عمله وذلك من خلال غرقه بتوقيع الكم الهائل من البريد الذي يستغرق وقتاً طويلاً لتوقيعه وعلى ذمة من هم أدنى بالمسؤولية.

كما تشكل هذه التفويضات نقلة نوعية في العمل الإداري الذي يخفف أعباء كثيرة على المواطنين من جهة ويسهم في القضاء على الفساد الذي كان قائماً في بعض المفاصل وتحت الطاولات من جهة ثانية، ناهيك عن كونها أي التفويضات نقلة باتجاه القضاء على الروتين المقيت الذي يسيطر على بعض العقول المغلقة في بعض أماكن صنع القرار بعيداً عن الوزير وربما تكون تلك العقول من المقربة إليه ودونما علمه.

بكل الأحوال إن ما أقدم عليه وزير التربية من منح بعض صلاحياته لمديري التربية والمحافظين، إنما يشكل حافزاً للعديد من الوزراء كي يقتدوا به ويمنحون المحافظين ومديري مديرياتهم في المحافظات بعض الصلاحيات التي تخفف على المواطنين أعباء السفر والمراجعة في العاصمة، وهذه التفويضات باعتقادنا هي جزء أساسي من عملية تطبيق قانون الإدارة المحلية بمراحل تطبيقه كافة.

حديث الناس -اسماعيل جرادات

 

آخر الأخبار
المجتمع الأهلي يجهز بئر مياه كويا بدرعا  تحديات بالجملة أمام عودة أكثر من 2,3 مليون سوري عادوا لديارهم  ارتفاع الدولار وحرائق الساحل تنعكس على الأسعار في الأسواق  ريادة الأعمال في قلب التغيير.. النساء دعامة المجتمع خفايا  ثوب الانفصال!   حملة تنظيف لشوارع الصنمين بعد 15 يوماً على تخصيص رقم خاص للشكاوى.. مواطنون لـ"الثورة": عزز الثقة بعمل مديريات محافظة دمشق بسبب الضياع المائي .. شح في مياه الشرب بدرعا معرض دمشق الدولي .. منصة شاملة تجمع التجارة بالصناعة والثقافة عودة بئر "دير بعلبة" للعمل شهر على اختطاف حمزة العمارين.. قلق متصاعد ومطالبات بالكشف عن مصيره الفرق تواصل السيطرة على آخر بؤر حرائق كسب بريف اللاذقية دراسة إعفاء الشاحنات ومركبات النقل من الرسوم  وتفعيل مركز انطلاق السيارات السورية مع لبنان السويداء بين شعارات "حق تقرير المصير" وخطر الارتماء في الحضن الإسرائيلي "معاً نبني سوريتنا" .. لقاء حواري يعيد رسم ملامح التكاتف المجتمعي في سوريا إحياء خط كركوك–بانياس.. خطوة استراتيجية نحو تكامل طاقي إقليمي  موجة حرائق جديدة تجتاح الغاب في عين الحمام جورين ناعور جورين  كنيسة "السيسنية" في ريف صافيتا.. أقدم الكنائس السورية على نهر الأبرش  مساهمات المجتمع المحلي.. دور مساند  في إطفاء لهيب الحرائق    معمل "الفيجة" أمام تحول جذري..  محمد الليكو لـ"الثورة": إنتاج 13 ألف عبوة في الساعة.. وحسومات تنافس...