يغيب الآلاف من الآباء عن بيوتهم وزوجاتهم وأولادهم لعدة ليال في عمل إضافي للحصول على مبلغ آخر يسندهم و يساهم في سد رمق الأسرة وليس احتياجاتها الأساسية فكيف برفاهها.
لا تنتظرالأمهات هنا في البيوت، إنما تذهب أيضآ إلى عملها، مضافاً إليه أعباء المنزل ومتابعة الأبناء، تفكرالأم، تجمع، تطرح، تبحث عن بدائل في المأكل والملبس، لكنها تقف عاجزة أمام التدفئة وأمام سد رغبة الأبناء ببعض الرفاهية والترفيه حتى لو كان الخروج إلى ساحة الحي وشراء بعض التسالي، أو شراء بعض الفاكهة طمعاً بفيتامينات طبيعية لمواجهة البرد والرشح.
يتذمر الأبناء أحياناً، ويتقبلون أحياناً أخرى واقع الحال، عند عودة الأب بعد غياب ليال متتالية مدمى القدمين من شدة التعب وصعوبة العمل الذي يقوم به.
لا تقبل الأم أي شكوى من الأبناء أمام والدهم المتعب، حتى أنها لا تستطيع أن تحتفي به من شدة أرقها هي أيضاً وملاحقتها احتياجات المنزل، لكنها تقول أريد حلاً.
اجتمعت على الأسرة السورية أقسى الظروف، من غلاء متتال للأسعار، وفقدان مواد أساسية، استنفد الأهل معها كل محاولاتهم وتدبيراتهم للتماشي معها على أمل التغلب عليها، لكنها تغلبهم يومياً، تتركهم على الطرقات بلا وسائط نقل، وفي البيوت بلا تدفئة، وفي الأسواق من غير شراء ولا تسوق، إلا بعض ما تيسر للطعام.
الآباء والأمهات وحيدون متعبون، والجهات المعنية تجتمع وتجتمع ولا تلمس الأسرة من نتائج اجتماعاتها ما يخفف عنها، الآباء والأمهات يريدون حلاً، الأسرة تريد حلاً، الأسرة تعيش خطر غياب الحل.
عين المجتمع – لينا ديوب