أرعن السياسة

أيام ويغادر الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصة القرار السياسي، لينهي بذلك حقبة رئاسية اتسمت بالتهور، والكثير من القرارات العدوانية المدمرة، طالت الجميع حول العالم، وكان لمنطقتنا العربية النصيب الأكبر منها.
ثمة من قد يتنطح ويبرر لترامب أفعاله الجنونية تلك بأنها نابعة من مصلحة سواء شخصية أم عليا للمجتمع الأميركي برمته، ولكن لو كان الأمر يتعلق برئيس “طبيعي” لا بعقلية تاجر ورجل أعمال، اعتبر الانتخابات الرئاسية طاولة قمار، خسر عليها، ويعمل جاهداً لتعويض خسارته، بمزيد من الرهانات، رغم خسارته حتى الوقت للتعويض لاختلف الأمر.
فترامب لم يدير في يوم من الأيام شؤون البلاد، أو يتعامل خارجياً بعقلية رئيس، بل بعقلية المستثمر، فكان بذلك “أرعن سياسة”، وما يصدر عنه من قرارات، حتى وهو يربط “بقجته” مغادراً البيت الأبيض، تؤكد أن الرجل ما زال يراهن على أمر ما، رهان اللحظات الأخيرة لإحداث تغيير ما، إما خارجي يؤدي إلى فوضى عالمية، تجعل خلفه جو بايدن يقضي طوال فترته الرئاسية يلملم نتائجها الكارثية، أو رهان على تغيير داخلي، بأن يقلب الطاولة على الداخل تكون النتيجة إلغاء نتائج الانتخابات، وهو من يدنو من ٢٠ الشهر موعد التسليم، ولسان حاله يقول “انتصرنا بالانتخابات ولن نسلم بسهولة”.
وعليه فعلى العالم، وحتى الداخل الأميركي أن يحذر ذاك الرجل، لا لجبروته ولا لدهائه بل لأنه أرعن سياسة، ولم يحفظ من رجال السياسة والدولة إلا اللقب بحكم الدستور، وهي صفة الرئيس.
ترامب الذي خسر الانتخابات، شاء أم أبى، يعمل على جر المنطقة في أتون حرب، وأزمات، تشكل قيوداً في يدي بايدن لفترة طويلة، فتراه يحشد ضد إيران، عسكرياً وسياسياً، وينخرط أكثر وأكثر في العدوان على سورية، بتحشيد الإرهابيين في الخندق الأميركي، كما أنه تحول إلى رادار استطلاع أمام العدوان الإسرائيلي في سورية.
فليحذر العالم السياسي الأرعن، إذا ما انحل من جميع القيود الأخلاقية والقانونية الدولية، ليحذر السياسي الأرعن عندما يصبح نيرون، ويعمل لتحويل كل مدن العالم روما.

حدث وتعليق- منذر عيد
Moon.eid70@ gmail.com

آخر الأخبار
بين إدارة الموارد المائية والري "الذكي".. ماذا عن "حصاد المياه" وتغيير المحاصيل؟ شراكة صناعية - نرويجية لتأهيل الشباب ودعم فرص العمل تطوير المناهج التربوية ضرورة نحو مستقبل تعليميٍّ مستدام لجنة التحقيق في أحداث الساحل تباشر عملها بمحاكمات علنية أمام الجمهور ٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة