أيام ويغادر الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصة القرار السياسي، لينهي بذلك حقبة رئاسية اتسمت بالتهور، والكثير من القرارات العدوانية المدمرة، طالت الجميع حول العالم، وكان لمنطقتنا العربية النصيب الأكبر منها.
ثمة من قد يتنطح ويبرر لترامب أفعاله الجنونية تلك بأنها نابعة من مصلحة سواء شخصية أم عليا للمجتمع الأميركي برمته، ولكن لو كان الأمر يتعلق برئيس “طبيعي” لا بعقلية تاجر ورجل أعمال، اعتبر الانتخابات الرئاسية طاولة قمار، خسر عليها، ويعمل جاهداً لتعويض خسارته، بمزيد من الرهانات، رغم خسارته حتى الوقت للتعويض لاختلف الأمر.
فترامب لم يدير في يوم من الأيام شؤون البلاد، أو يتعامل خارجياً بعقلية رئيس، بل بعقلية المستثمر، فكان بذلك “أرعن سياسة”، وما يصدر عنه من قرارات، حتى وهو يربط “بقجته” مغادراً البيت الأبيض، تؤكد أن الرجل ما زال يراهن على أمر ما، رهان اللحظات الأخيرة لإحداث تغيير ما، إما خارجي يؤدي إلى فوضى عالمية، تجعل خلفه جو بايدن يقضي طوال فترته الرئاسية يلملم نتائجها الكارثية، أو رهان على تغيير داخلي، بأن يقلب الطاولة على الداخل تكون النتيجة إلغاء نتائج الانتخابات، وهو من يدنو من ٢٠ الشهر موعد التسليم، ولسان حاله يقول “انتصرنا بالانتخابات ولن نسلم بسهولة”.
وعليه فعلى العالم، وحتى الداخل الأميركي أن يحذر ذاك الرجل، لا لجبروته ولا لدهائه بل لأنه أرعن سياسة، ولم يحفظ من رجال السياسة والدولة إلا اللقب بحكم الدستور، وهي صفة الرئيس.
ترامب الذي خسر الانتخابات، شاء أم أبى، يعمل على جر المنطقة في أتون حرب، وأزمات، تشكل قيوداً في يدي بايدن لفترة طويلة، فتراه يحشد ضد إيران، عسكرياً وسياسياً، وينخرط أكثر وأكثر في العدوان على سورية، بتحشيد الإرهابيين في الخندق الأميركي، كما أنه تحول إلى رادار استطلاع أمام العدوان الإسرائيلي في سورية.
فليحذر العالم السياسي الأرعن، إذا ما انحل من جميع القيود الأخلاقية والقانونية الدولية، ليحذر السياسي الأرعن عندما يصبح نيرون، ويعمل لتحويل كل مدن العالم روما.
حدث وتعليق- منذر عيد
Moon.eid70@ gmail.com