بين تنصيب بايدن ورحيل ترامب تبدو الأخبار القادمة من واشنطن أشبه بمسلسل بوليسي مثير لدرجة أن الحلقة الأخيرة ستشهد رحيل ترامب من واشنطن يوم التنصيب واختفاءه بعد حشده لمناصرين مسلحين دون أي كلمة حسب وكالات الأخبار الأميركية لكن…
اللافت أن ترامب المطارد في واشنطن مثل لص يطالبون بمحاسبته في الوقت الذي تهدر نانسي بيلوسي دمه السياسي ويخوض في أميركا معركة من عيار أنا أو لا أحد.. وترامب أولاً، ويظهر مختلاً في لقطاته السياسية والإعلامية… لا يبدو أنه أي ترامب فقد (توازنه) أو حاد عن الخط الأميركي المرسوم له في ملفات الشرق الأوسط..
منذ خسارة ترامب وما قبل ذلك لم تتوقف عملية التطبيع العربي مع إسرائيل في الشرق الأوسط بل تساقطت الهدايا الأميركية على نتنياهو والتي ظن البعض أنها ستتوقف عند تبعات صفقة القرن بل إن وزير خارجية الرئيس الأميركي المنتهي الصلاحية استغل كل ثانية في اللحظات الأخيرة لترامب وجال في أجواء المنطقة يدعو للتعاون مع إسرائيل..
حتى ليلة البارحة التي حشدت فيها قنوات الأخبار الأميركية ووكالاتها للتنبيه من سبت ترامب المسلح والذي يهدد الأمن الأميركي بنزول مناصري ترامب إلى الشوارع.. بزغ ليل كل ذلك الحشد الإخباري هذا عن ضم إسرائيل للقيادة العسكرية الأميركية (سنتكوم) في الشرق الأوسط بعد إخراجها من نطاق القيادة العسكرية الأميركية في أوروبا حيث انضمت لها سابقاً بسبب الخصومة مع العرب أما وقد وصل التطبيع مع بعض الدول العربية والخليجية إلى حده المطلوب فذلك يعني أن ما كان محرماً بالأمس بات (حلالاً) لدرجة التحالف العسكري مع إسرائيل وليس (السلام) الذي يدعونه فقط..
ما يحصل في أميركا ربما هو للفت الأنظار عن آخر أربعة أيام لترامب في الحكم والذي تريد واشنطن أن تمرر به لإسرائيل آخر ما لديها في حقبة ترامب التي تحتمل الكثير وخاصة بين مشاهد الثلاثاء الكبير الذي مضى وسبت ترامب المسلح.. فالنهاية ليست تنصيب بايدن فقط بل تتويج إسرائيل.
البقعة الساخنة- عزة شتيوي