الغلّة صفر

لم تكد حالة التفاؤل المشوبة بالحذر التي تلمسها المواطنون مؤخراً بعد كلام حكومي عن امتلاكها معطيات تفيد بانفراجات وحلول قريبة لقائمة الأزمات الطويلة التي يتعرضون لها وتحسناً بحياتهم الاقتصادية حتى فاجأت وزارة “حماية المستهلك” بوقت متأخر من مساء الثلاثاء بزيادة أسعار البنزين سبقها ازدياد ملحوظ بعدد ساعات التقنين الكهربائي وتصاعد مستمر لأسعار المواد والسلع الاستهلاكية خاصة البيض والفواكه.

بدلاً من أن تشكل تلك الحالة دعامة لجدار الثقة الذي بات آيلاً للسقوط بين المواطن والجهات التنفيذية تداعت مع القرار الجديد وغياب عدالة توزيع التقنين الواضحة وبقاء آلاف الأسر حتى اللحظة دون الحصول على مخصصاتهم من مازوت التدفئة ونسف أمل الحصول ولو على نصف الكمية بعد قرار تخفيضها وهو ما يترافق مع أجواء شتوية قاسية جعلت من غيث السماء المنتظر والمفرح لكل إنسان نقمة للأسف لا سيما مع انكشاف التدني الكبير بالخدمات من قبل غالبية البلديات ومجالس المدن بعد أن تحولت طرقات ضمن القرى وحتى المدن ومنها بساحة المحافظة وسط دمشق لبرك مياه أعاقت حركة النقل و الناس ناهيك عن الأضرار التي لحقت بمزروعات الفلاحين والنقص الحاصل بتوفر العديد من أصناف الخضار والفواكه في أسواق الهال ما يعني بالضرورة زيادة كبيرة بالأسعار وهذا ما ظهر من يومين حيث وصل سعر كيلو الكرمنتينا على سبيل المثال لا الحصر لـ 1600 ليرة نظراً لقلة عرضها.

واقع الحال المعاش هذا والتراجع الكبير بمستوى الخدمات المقدمة للناس وفي مختلف المحافظات وتفاقم صعوبات الحياة إن دل على شيء فهو يدل على أن غالبية الجولات الميدانية سواء كانت للجان وزارية أم وزراء لم تنقل الواقع كما هو أو أقله نظرت إليه بعين المسؤول القائم عليه لا المواطن الذي هو هنا الفلاح والعامل والطالب والموظف والدليل استمرار مشاكل الزراعة والمزارعين والصناعة والإدارة المحلية وغيرها من القطاعات في ظل غياب أي دور للوحدات الإرشادية ومجالس المدن والبلديات ومديريات غالبية الوزارات في المحافظات وما يدعم كلامنا مطالبة رئيس الحكومة لأعضاء الحكومة بمتابعة معاناة الناس بشكل مباشر وتقييم تنفيذ المشاريع والتعاطي بشفافية مع المواطنين.

خلاصة القول تفيد إن المواطن الذي لا يغيب عن ذهنه ما تتعرض له البلد من ضغوطات اقتصادية لم يعد تقنعه تبريراتكم ووعودكم ومعطياتكم طالما غلتها في سلة حياته المعاشية صفر.

الكنز -هناء ديب

 

 

آخر الأخبار
رقابة غائبة وتجار متحكمون.. من يدير الأسواق والأسعار؟ الخريجون الأوائل من الجامعات  للتعيين المباشر في المدارس   تأهيل ثلاث مدارس في ريف دير الزور  التنمية الإدارية تنشر قوائم تضم 40,846 مفصولاً تمهيداً لإعادتهم إلى العمل  تحالف للاقتصاد السوري السعودي.. د. إبراهيم قوشجي لـ"الثورة": لا يخلو من التحديات ويفتح أسواقاً جديد... "أوتشا": خطة إسرائيل لاحتلال غزة تنذر بكارثة إنسانية   الصناعة والتجارة الأردنية: 200إلى 250 شاحنة تدخل سوريا يومياً تعرفة الكهرباء الموجودة..  بين ضغوط "التكاليف والإمكانات"   الاتفاقية السورية- السعودية خطوة استراتيجية لإعادة تنشيط الاقتصاد الوطني  "إدارة الموارد المائية في ظروف الجفاف بمحافظة اللاذقية" تحديث منظومة الضخ من نبع السن وتنفيذ محطات ... مرسوم  بتعيين إبراهيم عبد الملك علبي مندوباً دائماً لسوريا في الأمم المتحدة  نيويورك تايمز: جرائم نظام الأسد تغيّب مئات الأطفال في متاهة السجون ودور الأيتام الحالة الوطنية الجامعة وتعزيز مبدأ الانتماء والهوية أرقام مبشرة في حصاد ما أنجزته "الزراعة" منذ بداية 2025 تكريم الطالبة مها الدوس بدرعا لتفوقها في شهادة التعليم الأساسي "أوقاف درعا الشعبية" تدعم المستشفيات وجرحى أحداث السويداء تطوير منظومة النقل في حلب وتنظيم قطاع المركبات الزراعة بريف حلب بين التحديات والفرص ارتفاع كبير ومفاجئ للأسعار في أسواق طرطوس.. والرقابة غائبة! "شفاء 2".. يداً بيد لتخفيف معاناة المرضى .. 100 طبيب سوري مغترب لتقديم الرعاية الطبية والجراحية المج...