بايدن والعودة لاتفاقيات دولية مزقها ترامب

الثورة أون لاين – ترجمة ميساء وسوف:

أشار الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى أنه سيعيد انضمام بلاده إلى العديد من المعاهدات والاتفاقيات والهيئات الدولية المختلفة التي انسحب الرئيس السابق دونالد ترامب منها على مدى السنوات الأربع الماضية .
ستكون هذه أولى خطوات بايدن لعكس تحركات السياسة الخارجية لترامب ، والتي عرّفها رئيس مجلس العلاقات الخارجية ريتشارد ن. هاس بأنها “مبدأ الانسحاب” بعد انسحاب ترامب من اتفاقية باريس بشأن تغير المناخ ، والاتفاقية النووية الإيرانية ، والعديد من الاتفاقيات والمؤسسات الأخرى ، وسيكون من الصعب إعادة الانضمام إلى بعضها ، خاصة تلك التي تتطلب موافقة الكونغرس ، فقد يواجه بايدن أيضاُ عقبات دبلوماسية .
يقول ستيوارت إم باتريك من مجلس العلاقات الخارجية : “السؤال الرئيسي هو ما مدى الضرر الذي لحق بمصداقية القيادة الأمريكية ، لاسيما أن الولايات المتحدة أظهرت أن سياستها يمكن أن تتغير كثيراً عندما تتغير الإدارات” .
ما الذي تعهد بايدن بالانضمام إليه ؟
* اتفاق باريس للمناخ ..
في يومه الأول في منصبه ، وقع بايدن قراراً لإعادة إدخال الولايات المتحدة في اتفاقية باريس ، وهي اتفاقية المناخ العالمية الأكثر أهمية حتى الآن ، والتي تتطلب من جميع الدول تقريباُ وضع تعهدات بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة ، على الرغم من أن الالتزامات ليست ملزمة قانوناً ، تتطلب إعادة الدخول في الاتفاقية إشعاراً قبل شهر واحد فقط ، لذلك ستعود الولايات المتحدة بحلول شهر آذار ، بعد ذلك يمكن للولايات المتحدة أن تعزز التزاماتها بخفض الانبعاثات ، وتكون بمثابة نموذج للدول الأخرى في الفترة التي تسبق مؤتمر كبير حول تغير المناخ ، يُعرف باسم COP26 ، في تشرين الثاني ، أصدر بايدن خطة مناخية طموحة ، وتعهد بالعمل نحو تحقيق صافي انبعاثات صفرية في الولايات المتحدة بحلول عام 2050 ، وستتطلب بعض إجراءاته المقترحة موافقة الكونغرس .
* منظمة الصحة العالمية (WHO) ..
كما وقع بايدن قرار العودة إلى منظمة الصحة العالمية (WHO) ، وهي وكالة تابعة للأمم المتحدة تنسق الجهود الصحية الدولية ، ففي ذروة انتشار جائحة COVID-19 ، أعلن ترامب عن نيته سحب الولايات المتحدة من منظمة الصحة العالمية وخفض التمويل عنها ، مما حد من مشاركة الولايات المتحدة مع الهيئة بالفعل ، ووجه بايدن الخبير الطبي الأمريكي أنتوني فاوتشي للبدء بالمحادثات ، وأكد فاوتشي أن الولايات المتحدة ستنضم أيضاً إلى COVAX ، وهي مبادرة تقودها منظمة الصحة العالمية لتوزيع ملياري جرعة من لقاح COVID-19 حول العالم بحلول نهاية العام .
* اتفاق إيران النووي ..
كما وعد بايدن بالعودة إلى الاتفاق النووي الإيراني ، المعروف رسمياً باسم خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA) ، لكن إحياء الاتفاق لن يكون سهلاً . فبعد الخروج من خطة العمل الشاملة المشتركة في عام 2018 ، شدَّدت إدارة ترامب العقوبات على إيران ، وردت طهران بتجاوز القيود المفروضة على برنامجها النووي المنصوص عليها في الاتفاق ، وقال بايدن إنه سيعيد الدخول في الصفقة إذا عادت إيران إلى الامتثال ، وهو ما أشار المسؤولون الإيرانيون إلى استعدادهم لفعله .
* مجلس حقوق الإنسان ..
وقال بايدن خلال حملته أنه سيعود للانضمام إلى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ، وهي هيئة انسحبت منها إدارة ترامب بسبب التحيز المزعوم ضد “إسرائيل” ، ووجود منتهكي حقوق الإنسان فيه ، مثل” الصين وفنزويلا” ، حسب ادعاءاته ، يقول باتريك من مجلس العلاقات الخارجية ، إن الولايات المتحدة ليست مؤهلة للترشح لمنصب في المجلس حتى وقت لاحق من هذا العام ، لذلك من المرجح أن يستخدم بايدن الأشهر القليلة المقبلة لبناء القضية التي تستحق الانضمام إليها .
* الشراكة عبر المحيط الهادئ (TPP) ..
في عام 2017 ، ألغى ترامب التوقيع الأمريكي على الشراكة عبر المحيط الهادئ (TPP) ، وهي اتفاقية تجارية ضخمة كانت حجر الزاوية في سياسة الرئيس السابق باراك أوباما تجاه آسيا ولكن لم يوافق عليها الكونغرس مطلقاً ، وبعد مغادرة الولايات المتحدة تقدمت الدول الإحدى عشرة الأخرى في نسخة جديدة من الاتفاقية الشاملة والمتقدمة للشراكة عبر المحيط الهادئ (CPTPP) ، وبصفته نائب الرئيس ، أيد بايدن الشراكة عبر المحيط الهادئ وأخبر مجلس العلاقات الخارجية في عام 2019 أن “الفكرة الكامنة وراءها كانت فكرة جيدة” ، وخلال الانتخابات التمهيدية للديمقراطيين ، قال إنه سيحاول إعادة التفاوض بشأن الشراكة عبر المحيط الهادئ ومعالجة المخاوف التي أثارها بعض الديمقراطيين ، بما في ذلك إضافة حماية للعمال والبيئة .
* اتفاقية “نيو ستارت” ..

من المرجح أن يواصل بايدن الجهود لإحياء آخر اتفاقية متبقية للحد من الأسلحة مع روسيا : المعاهدة الجديدة للحد من الأسلحة الاستراتيجية ، والمعروفة باسم نيو ستارت ، يمكن للمسؤولين الأمريكيين التفاوض مع موسكو لتمديد المعاهدة التي تنتهي في شباط ، كانت إدارة ترامب تجري محادثات مع روسيا لتمديد المعاهدة لكنها لم تتوصل إلى اتفاق ، (انسحب ترامب من اتفاقية أخرى للحد من التسلح مع روسيا ، وهي معاهدة القوات النووية متوسطة المدى (INF) .
معاهدة الأجواء المفتوحة ..
انسحبت الولايات المتحدة من معاهدة الأجواء المفتوحة ، التي تسمح للأطراف الموقعة بالتحليق بطائرات غير مسلحة فوق أراضي بعضهم البعض للمراقبة ، وحذت روسيا حذو الولايات المتحدة في الانسحاب من الاتفاقية ، ومن المحتمل أن تسعى إدارة بايدن إلى الحصول على موافقة مجلس الشيوخ لإعادة التصديق على المعاهدة ، على الرغم من إمكانية وجود طرق مختصرة قانونية .
* معاهدة تجارة الأسلحة ..
كما ألغى ترامب توقيع الولايات المتحدة على معاهدة تجارة الأسلحة ، وهي اتفاقية تحدد المعايير العالمية للتجارة الدولية للأسلحة التقليدية ، وإعلان ترامب لم يتغير كثيراً في الواقع ، وقد وقع أوباما على المعاهدة في 2013 ، لكن مجلس الشيوخ لم يصوت للموافقة عليها ، مما جعل الولايات المتحدة واحدة من الدول القليلة التي وقعت على المعاهدة ولم تصدق عليها ، ويمكن أن يعيد بايدن التوقيع عليها ، لكن من المرجح أن يواجه معارضة مجلس الشيوخ للتصديق .
* اليونسكو ..
لم تقدم الولايات المتحدة أي تمويل إلى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو) ، وهي الوكالة التي اشتهرت بتسميتها لمواقع التراث العالمي ، منذ عام 2011 بسبب اعتراف الهيئة بالأراضي الفلسطينية ، ولنفس السبب قام ترامب بسحب عضوية الولايات المتحدة من المنظمة بالكامل ، وسيحتاج بايدن أيضاُ إلى موافقة الكونغرس لاستئناف تمويل اليونسكو .
المصدر :
Council on Foreign Relations

 

آخر الأخبار
الشركة العامة للطرقات تبحث عن شراكات حقيقية داعمة نقص في الكتب المدرسية بدرعا.. وأعباء مادّيّة جديدة على الأهالي اهتمام إعلامي دولي بانتخابات مجلس الشعب السوري إطلاق المؤتمر العلمي الأول لمبادرة "طب الطوارئ السورية" الليرة تتراجع.. والذهب ينخفض حملة "سراقب تستحق" تواصل نشاطها وترحل آلاف الأمتار من الأنقاض مؤسسة الجيولوجيا ترسم "خريطة" لتعزيز الاستثمار المعدني تعاون رقابي مشترك بين دمشق والرباط تراجع الأسطول الروسي في "المتوسط".. انحسار نفوذ أم تغيير في التكتيكات؟ إطلاق الكتاب التفاعلي.. هل يسهم في بناء نظام تعليمي متطور؟  خبز رديء في بعض أفران حلب "الأنصارية الأثرية" في حلب.. منارة لتعليم الأطفال "صناعة حلب" تعزز جسور التعاون مع الجاليات السورية والعربية لبنان: نعمل على معالجة ملف الموقوفين مع سوريا  شهود الزور.. إرث النظام البائد الذي يقوّض جهود العدالة التـرفـع الإداري.. طوق نجاة أم عبء مؤجل؟ سقف السرايا انهار.. وسلامة العمال معلقة بلوائح على الجدران أبطال في الظل في معهد التربية الخاصة لتأهيل المكفوفين لماذا قررت أميركا تزويد أوكرانيا بعيونها الاستخباراتية لضرب عمق روسيا؟ ختام مشروع وبدء مرحلة جديدة.. تعزيز المدارس الآمنة والشاملة في سوريا