لديها رصيدٌ عال من الأحلام..
لو أن لدينا بنكاً للأحلام.. يقترض منه فقراء الحلم جميعاً..
تبتسم لاختراق تلك الفكرة واقتحامها سريعاً، أفق ذهنها المشغول أبداً بهندسة عمارات شاهقة من منمنمات خيالاتها..
خيالات..!
تؤكّد دائماً لنفسها أنها أحلام بعيدة تماماً عن مرمى الخيال.. فبين هذه وتلك فرق كبير.
وأخيراً تغلق أبواب التشتّت والضياع وكأنما عثرت على نفسها حين التقطت عيناها كلماتٍ انتظرتها طويلاً..
هي لا تحلم..
الآن، تحديداً، تنتهي سلسلة أحلام اعتقدت عدم تحقّقها وتُفتح أمامها بوابةٌ لأحلام تتصاعد نحو عجلة التحقّق..
ودائماً.. ما سوف تحافظ على قناعتها أن الحياة غريبة ومليئة بالأشياء العجائبية أكثر من أفظع الخيالات وأشدّها غرابة..
من قال إن قديم الأحلام لا يمكن له التجدّد ثانية..؟!
وتشعر وكما لو أن طاقة الحلم لديها تتضاعف عشرات المرات وتعوم في بحر من اللحظات التي أرادتْ تشاركها ومَن تحب.
في هذه اللحظة، تدرك معنى ما ذكره فرناندو بيسوا مرة: “أحملُ داخلي جميع أحلام العالم”.. تماماً هذا ما تشعر به وتتشارك و(بيسوا) كمية الحلم.
الأحلام لا تموت.. لأنها وفرةٌ لا تنضب..
هي عصيةٌ على الموت.. لعلها تؤجل حيناً وتنسى حيناً آخر.. لكنها لا تموت أبداً، بل تحيا داخلنا عشرات المرّات وربما مئات المرّات..
وفي كل مرة تتجدّد داخلنا، تمنحنا قدرة عجيبة على المتابعة والاستمرار.
تنبثق تفاصيل يومياتها وتبزغ من أرض تزرعها كل مساء بأجمل أحلامها وكأنها تطبّق مقولة يونغ (انبثق من الحلم)..
تورق روحها في أرض أحلامها تلك وتطاول سماءً لا حدّ لها.
لديها القدرة الكاملة للفصل بين هذيانات خيالاتها المحضة وبين طاقة الحلم الفوّارة التي تنمو داخلها باطّراد مع تصاعد رغبة إنعاش أحلام يقظتها..
وكأنما، لاشعورياً، تسير على هدي كلمات (أناييس نن): “نجاحك يعتمد على أحلامك ليست الأحلام التي تراها في نومك إنما التي في اليقظة”..
قطار أحلام يقظتها لا يتوقف أبداً.. باستمرار ترعاه وتحافظ على تجديد محطّاته خشيه الوقوع في روتين العادي من الحلم.
رؤية- لميس علي