الثورة أون لاين – ادمون الشدايدة:
بات من المؤكد أن فيروس كورونا قد أيقظ العالم على هشاشة الكثير من الدول الكبرى حول العالم وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية، وفضح المستوى المتدني لتلك الدول في قدرتها على التصدي لانتشار الوباء والتعاطي مع تبعاته الكارثية، فعلى ما يبدو أن فيروس كورونا بدأ بحشر الولايات المتحدة الأميركية في زاوية الفشل الكبير مع ازدياد حالات الإصابات بفيروس كورونا كوفيد 19 إلى مستويات ضخمة لتشكل مشكلة خطيرة، ترفع الستار عن حجم الخسائر التي منيت بها الولايات المتحدة ومازالت، وتفضح حقيقتها كدولة عظمى في مواجهة هذا الوباء الخطير.. فهي اليوم أكثر دول العام تضرّراً من الجائحة من حيث عدد الإصابات والوفيات.
فأميركا المصنفة أولاً على مستوى العالم في مختلف المجالات اقتصادياً وعسكرياً وتكنولوجياً وحتى صحياً نراها تقف عاجزة أمام تسونامي كورونا الآخذ بالتمدد في أنحاء البلاد مع تسجيل أكثر من نصف مليون وفاة وهو عدد قابل للازدياد بشكل كبير وسريع.
ومنذ البداية كان الفشل مرافقا لسياسة الرئيس السابق دونالد ترامب، فلم تتصرف الحكومة الأميركية بسرعة لمواجهة انتشار فيروس “كوفيد 19” بين سكانها، بل تلكأت، وارتبكت، وارتكبت عددا كبيراً من الأخطاء، وإلى هذه اللحظة تظهر المعطيات بأن مواجهة أميركا لانتشار الفيروس ضعيفة ما تسبب بتلك الكارثة ورفع منسوب الوفيات والإصابات إلى هذا المستوى الخطير.
وأظهرت بيانات الجامعة التي تعتبر مرجعاً في تتبع الإصابات والوفيات الناجمة عن جائحة كوفيد-19 أنّ إجمالي عدد الأشخاص الذين حصدت الجائحة أرواحهم بلغ 500,071 شخصاً، بزيادة 100 ألف عن الحصيلة الإجمالية التي سجّلت قبل شهر تماماً عشية تنصيب الرئيس جو بايدن الذي جعل مكافحة كوفيد-19 أولويته المطلقة.
وفي إشارة إلى هول الكارثة التي تعيشها أميركا والضعف الذي يرافق مسؤوليها الجدد في احتواء الوباء، قال بايدن الاثنين إن عدد ضحايا الأميركيين من جراء هذه الجائحة يفوق عدد قتلى الولايات المتحدة إبان الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية وحرب فيتنام مجتمعة.
وبحسب الكثيرين والمتابعين في داخل وخارج أميركا وعلى مستوى العالم، فلم يكن من المتوقع بأن تكون الولايات المتحدة الأميركية بهذا الضعف، في البنيات التحتية، أو أنها غير جاهزة حتى بالأقنعة الواقية على أقل تقدير، وهو يؤكد مجدداً فشل أميركا في قيادة العالم، ووجوب إعادة النظر في تلك النظرية.