في الوقت الذي تكون فيه الثروة الحيوانية في محافظة الحسكة بأمس الحاجة للمواد العلفية التي تقدمها مؤسسة الأعلاف بسعر مدعوم، ولا سيما في هذه الظروف الصعبة التي نتجت عن تأخر نمو الأعشاب وضعف المراعي الطبيعية التي تتغذى عليها الثروة الحيوانية في ظل انحباس الأمطار، في نفس الوقت ورغم كل هذه الظروف تقوم ميليشيا قسد بالاستيلاء على مراكز توزيع الأعلاف وتتسبب بحرمان الثروة الحيوانية من الغذاء كما حرمت المواطنين من رغيف الخبز بعد الإستيلاء على المطاحن والمخابز.
لقد استولت ميليشيا قسد المرتهنة للمحتل الأميركي على مراكز توزيع المواد العلفية المقننة التابعة لفرع المؤسسة العامة للأعلاف بالحسكة، وقامت بسرقة ما تحتويه من مواد علفية مخصصة للأخوة مربي الثروة الحيوانية في المحافظة كان من المقرر توزيعها عليهم ضمن الدورة العلفية الحالية.
ويأتي ذلك متزامناً مع استيلاء ميليشيا قسد على المطاحن والمخابز العامة والأفران الخاصة وسرقة محتوياتها من مستلزمات إنتاج رغيف الخبز إلى حرمان الأهالي في مناطق مختلفة من أرجاء محافظة الحسكة من مادة الخبز، وبذلك يتأكد للجميع أن هذه الميليشيا مستمرة في ممارساتها العدائية من خلال تضييقها على المواطنين ومنع الجهات الحكومية من تقديم واجباتها ووظائفها الخدمية والاجتماعية والإنسانية.
الأمر لا يقتصرعلى ذلك فقط وإنما أصبح واضحاً إن الحصار الجائر والمستمر من ميليشيا قسد المرتبطة بالمحتل الأميركي وإجراءاتها التعسفية بحق المواطنين في منطقة الجزيرة و مصادرة أملاكهم واعتقال أبنائهم لتجنيدهم في صفوفها، وزجهم في اعتداءاتها المتواصلة على الأهالي رغماً عنهم ومصادرة عشرات المنازل للمواطنين في أحياء مدينة الحسكة، بعد أن طردت أصحابها منها بهدف نهبها و تحويلها إلى مقار عسكرية، ومن أجل إحداث تغييرات في النسيج الاجتماعي في المنطقة تخدم أجنداتها المرتبطة بالمحتل الأميركي. وهذا ما يجب أن يكون واضحاً لدى الجميع، لأن الدولة السورية لم تقُصر يوماً في تأمين رغيف الخبز للمواطنين، ولطالما لايزال الرغيف هو الخط الاحمر والرقم الصعب الذي لا يقبل القسمة على ناتج الربح والخسارة ولا يحتمل أي إهمال أو تقصير، ولم يحدث أن أصبح المواطن محروماً من رغيف الخبز إلا بعد ممارسات ميليشيا قسد وتنفيذها لأوامر المحتل الأميركي ، واليوم يمتد الحصار الجائر ليشمل الثروة الحيوانية وتجويعها، كي يكتمل استهداف الاحتلال ومرتزقته ويشمل الإنسان والنبات والحيوان.
الكنز- يونس خلف