من اختبر تجربة “عشق الموسيقا” على مدار السنين، لا يمكن له أن ينكر الخوف من توقف ذلك الطقس الجميل الذي يحتل جزءاً كبيراً من الحيز الزماني والمكاني في نفوسنا، وخاصة أن سورية مهد الحضارات وكانت أول نوتة موسيقية منها وإليها.
في الأمس القريب أطلقت وزارة الثقافة مشروع الحاضنة الموسيقية الموجه للموسيقيين السوريين بمختلف شرائحهم لتشكيل مجموعات صغيرة ودعم الفرق المتوقفة عن العمل، وتهدف هذه الحاضنة إلى تأمين البيئة الفنية والدعم اللوجستي المناسب لتشكيل فرق موسيقية بناء على مشروع محدد، حيث تبلغ مدة الاحتضان عاماً على الأكثر يخصص خلالها للفرقة المحتضنة مكان للتدريب والإشراف الموسيقي والإداري، ويقدم لها الترويج لتنطلق لاحقاً بعملها الخاص بعد أن تكون قد كونت هويتها الفنية الخاصة.
لاشك أن هذا الحدث المهم يعزز الثقة لدى الموسيقيين، ويدعم المجموعات الموسيقية للتحول إلى فرق دائمة ترفد الحركة الفنية السورية، والأهم أن وزارة الثقافة أطلقت العديد من المبادرات الجيدة، تماشياً مع أهدافها في تشجيع الفنون التي تبعث على الحياة والإبداع والألق وتكتشف المواهب الفنية، وهذا إنجاز ثقافي بحد ذاته، وتأكيد على رغبة الوزارة في البحث المستمر عن الجديد، إيماناً منها بأن الثقافة هي المنارة التي تنقذ المجتمعات من الأفكار الظلامية والجهل.
نعم.. رغم ما نمر به من ظروف حالكة، وعدم الرضا الكافي عن مشهدنا الثقافي وإن كان هناك ثمة محطات جيدة، يستمر طريق الأمل والنجاح في كل يوم ليقطع شوطاً ويحقق هدفاً، ثم يضع سلة أهداف جديدة للأيام المقبلة، الثقافة عنوانها، وبناء الإنسان السوري المبدع هدف نهائي لها.
رؤية- عمار النعمة