تأتي المناسبات الكبيرة التي شكلت في مرحلة من تاريخنا نقطة تحول ومسيرة جديدة، لتعيد إلى ذاكرتنا محطات مهمة استطاع خلالها الشعب العربي السوري وبما يحمله من مبادىء أن ينتفض ضد الظلم والطغيان بقيادة حزب البعث العربي الاشتراكي، لإيمانه بأنه جدير بالحياة الكريمة التي تليق بإرثه العريق ونضالاته وملاحمه البطولية الخالدة.
واليوم إذ نحتفل بالذكرى 58 لثورة آذار المجيدة، ثورة العامل والفلاح، وثورة المرأة والطالب والعالم وفئات الشعب كافة، نستعيد تلك المرحلة التي رسمت ملامح جديدة لسورية رغم التحديات الكبيرة التي كانت تقف في طريق نمائها وتقدمها وتحررها من طغيان قوى الرجعية والتخلف، من أجل بناء دولة قوية متماسكة يحصنها جيش عقائدي، يحمي ثغورها من الأطماع والمخططات الأميركية الصهيونية الساعية دوماً إلى تمزيق بنيان البلاد ونهب ثرواته والسيطرة على مقدراته.
هذه الثورة التي خلدها القائد المؤسس حافظ الأسد بالقول (ستبقى دائماً كما أرادت لها جماهيرنا أن تكون حركة مستمرة إلى الأمام، حيوية ومتجددة على الدوام ..) ستبقى ملهمة للشعب العربي السوري في الحروب والملمات، ليكون كما هو دائماً رقماً صعباً في مواجهة الأطماع الجديدة التي تتلون بألف شكل ولون، وربما آخرها ماجاء على شكل الدواعش ورؤوس الإرهاب ومن ورائهم قوى طاغية تتسع دائرتها على أنقاض الشعوب، ولكن الشعب الذي استطاع أن يطرد أعتى أنواع الاستعمار، لاشك قادر بعزيمته وإرادته وجيشه المقدام أن يعيد في كل مرة مجده الذي يطول عنان السماء ولو كره المتآمرون.
ذكرى ثورة آذار هي رسالة لأجيال اليوم ليفخروا بأجدادهم الذين ما استكانوا يوماً للظلم والطغيان، بل سجل التاريخ في سفره أروع بطولاتهم وتضحياتهم.
وهي في الآن نفسه تجديد للعهد على المضي بخطا ثابتة نحو البناء والتطوير، والتأكيد على مواصلة النضال والصمود ومقاومة أشكال الغزو كافة والدفاع عن وجودنا وهويتنا لتبقى سورية قلب العروبة النابض والصخرة العتيدة التي تتحطم على أسوارها جميع قوى الشر والعدوان.
وعندما نستذكر انتصاراتنا لابد أن ننحني أمام شهدائنا وبطولات جيشنا وصمود شعبنا، والنصر .. قريب.. قريب.
رؤية- فاتن أحمد دعبول

السابق
التالي