ليس من باب المصادفة أن يعيش المواطن السوري أزمات متلاحقة في أكثر تفاصيل يوميات حياته المعيشية، فالبلاد ومنذ عشر سنوات تواجه حرباً عدوانية ظالمة استخدمت فيها كل صنوف التدمير والقتل والإرهاب والحصار والعقوبات، بعد أن هيأت لها دول العدوان كل مستلزماتها اللوجستية والعسكرية والبشرية والمادية، وزجت بكل طاقاتها للنيل من بلدنا.
هي حقيقة لا تخفى على الناظرين، وإلا فكيف إذاً انتشرت مشاهد الدمار والتخريب وأخبار القتل والخطف والتهجير في كثير من مدننا التي كانت ترفل قبل ذلك بالأمن والأمان والسلام والوفرة..؟؟.
ولماذا تراجعت إنتاجية عدد كبير من شركاتنا العامة والخاصة وتعطلت سبل الحياة في عدة مدن، وتراجع مستوى الخدمات في هذه القرية أو تلك المدينة، ألم تطال يد العدوان عبر أدواتها كل ذلك، ألم يسرقوا الطحين وخبز الناس، وقطعوا كابلات الكهرباء وخربوا المحولات ودمروا المدارس والجسور والجامعات والمشافي والطرقات وقتلوا الماشية.
حتى الأشجار والزهور لم تسلم من عدوانهم، فكان أن قطعوا الأشجار واقتلعوا الغراس وحرقوا المحاصيل والغابات وقطعوا المياه عن الناس.
كل هذا وغيره جاءت به سنوات الحرب العدوانية الظالمة على بلادنا، ورغم ذلك استمرت إرادة الحياة من خلال السعي لتهيئة أسبابها وإعادة ما تم تخريبه وإعمار ما دُمر، وزرع ما اقتلعته الأيدي الآثمة، وهذه مواجهة جديدة لا تقل وزراً عن وزر الحرب وأهوالها.
حديث الناس – محمود ديبو