حرب .. حصار .. مقاطعة .. عقوبات .. قيصر .. داعش .. قسد .. في خضم هذا الصخب الإرهابي الأعمى، تأتي الشاحنات الأميركية لتنهب خيرات البلاد والعباد، وتحول منطقة صوامع تل علو بريف الحسكة الشرقي المتخمة بمادة القمح إلى عرض هوليوودي مرعب للصوصية الموصوفة والدنيئة لراعي البقر الأميركي المارق، تماماً كعصابات المافيا، وقطاع الطرق، والقراصنة.
بالأمس قطعوا الأشجار، وحرقوا وجرفوا الأراضي الزراعية، واليوم يطلون علينا بوجوههم القبيحة وهم يسرقون عشر شاحنات محملة بالقمح من صوامع قرية تل علو خرجت تباعاً في تمام الساعة الثانية بعد ظهر أمس باتجاه معبر الوليد غير الشرعي بحراسة من مجموعات مسلحة ذليلة ـ رخيصة ـ مأجورة ـ عميلة “أربعة بواحد” تابعة لميليشيا “قسد”، ليرتفع بذلك عدد الشاحنات التي حملت الذهب الأصفر السوري المنهوب خلال الأسابيع القليلة الماضية إلى أكثر من 122 شاحنة تم تهريبها وإخراجها إلى شمال العراق وبيعها، للصعاليك والسماسرة والتجار أزلامهم التابعين، ولن نقول المتحالفين مع الشيطان الأميركي الأكبر، في مشهد “طبق الأصل” لمسلسل السرقات الذي يقوم بارتكابها لا ببطولته “كما يصفونها هم” قوات الاحتلال الأميركي في مناطق آبار النفط وحقول الغاز والثروات الطبيعية لسرقتها، وتمويل العصابات المسلحة التي تدعمها وفي مقدمتها أشباه رجال ميليشيا “قسد” الذين باعوا كل ما يملكون “في حال كانوا يملكون شيئاً بالأصل” لسيدهم الأميركي المحتل.
كل ذلك وأكثر في محاولة بائسة ويائسة منهم لحرمان الشعب السوري من خيرات بلاده بالتزامن مع حصارها الجائر الذي تفرضه عليه لمنعه من الحصول على الطاقة، وعرقلة وصول المواد الغذائية والأدوية إليه، وفرملة عملية إعادة إعمار كل ما دمروه وخربوه وحرقوه وسرقوه، والتأكيد للغزاة الأتراك أنهم أكثر لصوصية منهم ووحشية وسوقية، لكن على من .. على المواطن السوري الذي كان ومازال بعشقه لبلده وتمسكه بأرضه وحبه لترابه الشوكة الأقسى في حلوق الجميع، الكبير منهم قبل الصغير، وعلامة النصر والمقاومة الفارقة والمميزة إلى جانب رجال الحق أبطال الجيش العربي السوري.
الكنز – عامر ياغي