ربما التحدي الأبرز في نقلة الإعلام إلى الرقمي، كيفية تعاطي الإعلام المحلي مع واقع مختلف كلياً عما اعتاده، ولم يعد بإمكانه المراوحة في المكان، ونحن نعيش كل هذا التمرد والسعي نحو الاختلاف من أجيال تعايش الوسائل التقنية بتعلق.
المرونة والسهولة والفضاء الحر الذي تملكه تلك الوسائل كلها مقايضات غير قابلة للخضوع لأي معطى يحد من جاذبيتها لدى ناس تمكنت ببساطة من ملامسة حسهم، فانفلتوا صوبها جماعات، كأنها لقيتهم الثمينة.
الإعلام الرقمي بكل جاذبيته الهائلة، وتشعباته التشاركية، وإمكانياته اللانهائية…. ومنطقه الخاص… ألا يحتاج إلى بيئة واقعية تتساوق معه، وتمتد باتجاهه لتلتقط تلك الذبذبات الإلكترونية وتحولها إلى فلسفة إعلامية معاصرة، تشع بهموم الناس وآمالهم، علها توقد هذا الحس الشعبي مجدداً، مقدمة لهم إعلامهم المنتخب..!
في بلداننا…مازلنا نعاني تدني التعاطي الرقمي، وعدم التعمق في الثقافة المعلوماتية، وعدم القدرة على الدمج بين الفكر والتقانة، مع التعثر في البيئة البسيطة، لتبدو الحاضنة الخلفية غائبة…
المهم في كل التعاطي الإعلامي الرقمي، هو محاولة إحداث نقلة وفرق في حياة الناس، في حياة كل من يهتم لأمرهم هذا الإعلام، بصيغة وطرائق يمكنها أن تبدو مبتكرة حين يكون الإعلامي شغوفاً بمهنته ، بغض النظر إن كان قد اشتغل سابقاً بطرق تقليدية، فالفكر وفلسفته لا تصدأ طالما أنت تتجدد روحياً وفكرياً، ومعرفياً… وتقرأ كل هذه التحف الفكرية التي تلتقطها يداك، دون أن تبعد عينيك عن تلك الأزرار المضيئة، شرط ألا تتسمّر عليها، ناسياً كل الأبعاد التي تتحدث آنياً بوسائل ذكاء اصطناعي، اخترعه أولئك الذين شغفوا بعملهم، ولم يتركوا أي مصاعب توقفهم..!
رؤية – سعاد زاهر