الإجماع في الرياضة صعب المنال, وفي كرة القدم يكاد يكون شبه مستحيل, وعندما يتعلق الأمر بمنتخبنا الكروي يتحول إلى أسطورة؟! فمنتخبنا ثمرة واحدة لثلاث بذور, اتحاد الكرة والمدرب واللاعبين, ولكل منهم اعتبارات ومعايير, في الغالب الأعم تكون غير موضوعية, وربما غير منطقية, إن تجاوزنا كونها غير حيادية.
والشارع الكروي الذي يمثله طرفان, المعنيون والمهتمون والمتابعون من جهة, والجمهور من جهة ثانية, تقسمه عمودياً تلك الاعتبارات, فبينما تتحكم الانفعالات العاطفية المنطلقة من دوافع العشق والغيرة والتعصب الإيجابي في منظور الشريحة الأكبر من الجماهير, نجد أغلبية الطرف الأول تميل إلى الأهواء في تشكيل رؤاها وانطباعاتها, فتبقى أسيرة علاقتها باتحاد اللعبة ورئيسه تحديداً, أو هوية مدرب المنتخب, أو النظرة الناديوية التي تدلي بدلوها في قائمة اللاعبين الذين يتم اختيارهم ليمثلوا المنتخب؟! فتستغرب من دعوة البعض من اللاعبين, وتمتعض من عدم توجيه الدعوة للبعض الآخر, لتصورات أو قناعات مسبقة, أن الاعتبارات غير فنية التي تؤخذ بالحسبان أكثر بكثير من تلك الفنية, سواء في الدعوة للمنتخب أم في المشاركة كأساسيين أو احتياطيين؟!.
لذلك لم يكن مستغرباً عدم الاجماع على أحقية جميع اللاعبين في دعوتهم للقائمة التي ستخوض المبارتين الوديتين مع البحرين وإيران, وستزداد الهوة اتساعاً, بعد غربلة القائمة وتقليص عددها بعد المبارتين, وقبل خوض التصفيات الآسيومونديالية, على الرغم من أن المدرب صاحب القرار والخيار, وهو المسؤول عن النتائج؟!.
مازن أبوشملة-ما بين السطور