لأن مهنتهم الإرهاب والقتل والتدمير ولا شيء غير ذلك، لم يوفر الإرهابيون شيئاً تطاله أيديهم، لا البشر ولا الحجر، وحتى الزرع والضرع كان بشكل دائم هدفاً لحقدهم وظلاميتهم.
وتشهد سنوات الحرب الإرهابية على سورية الإجرام الذي ارتكبته التنظيمات الإرهابية بحق السوريين من قتل وتشنيع وتهجير وكل صنوف الإرهاب، وهذا بطبيعة الحال تم تسجيله وتوثيقه في كل المدن والبلدات والقرى التي طالتها سواطير ومفخخات (داعش والنصرة)، وغيرهما من التنظيمات الإرهابية التي تنفذ ما هو مرسوم لها.
تم توثيقه كإرث تاريخي للتوحش الإنساني الذي جسدته سياسات الإدارات الأميركية ونظام أردوغان والكيان الصهيوني، وكل من لفّ لفّهم، ليبقى شاهداً على حجم وبشاعة الإرهاب الذي واجهه السوريون خلال العقد الماضي، ولتطلع عليه الأجيال القادمة، وتعرف كما عرفنا نحن بأن كل ما طبّلت به عواصم الغرب وزمّرت، حول الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان، ليس إلا كذبة كبرى سوقتها ماكينة الإعلام الغربي خلال العقود الطويلة الماضية على أنها حقيقة.
والحقيقة الحقة التي لا غبار عليها، هو أن الليبرالية الحديثة، والتي اعتمدتها الدول الغربية كنظام حكم، قد استمرأت شرب دماء الشعوب واستهوتها عمليات نهب وسرقة خيرات الدول ومقدراتها، لإفقارها وإضعافها وإبقائها دائماً في حالة استنزاف، وبالتالي من يعيش على نهش لحوم البشر لا يمت للإنسانية بشيء وهو أقل ما يقال عنه إنسان متوحش.
واليوم عندما نستعرض ما فعلته داعش والتنظيمات الإرهابية الأخرى وداعميهم، بحق الشعب السوري وبحق الإرث الحضاري والتاريخي لسورية وما زالوا كلّ يوم يفعلونه، من سرقة وتدمير نجد أن هذه الأفعال تؤكد الحقد الدفين في نفوسهم ضد كل شيء يمت لسورية، حتى الحقول الزراعية والمحاصيل كانت وما زالت هدفاً لإجرامهم وإرهابهم، وكذلك المواشي، وما جرى أمس في ريف حماة الشرقي من خلال استهداف أكثر من 400 رأس من الأغنام بين سرقة وقتل بالرصاص، يؤكد من جديد الترابط بين التنظيمات الإرهابية والولايات المتحدة الأميركية، وأن هذه الأفعال التي تستهدف الحيونات بهذا الشكل تأتي في سياق الإرهاب الاقتصادي الأميركي الأوروبي للضغط على السوريين ومحاولة إضافية لتجويعهم، إلا أنهم سيفشلون وسينتصر الحق السوري في النهاية على كل كذبهم ودجلهم وإرهابهم وليبراليتهم المتوحشة.
حدث وتعليق- راغب العطيه: