على ضفاف الاحتفال توزعت أدوار المحتفين، فالمناسبة تعنينا جميعاً حيث ولدنا من رحمها واستثمرنا حياتنا في ظلها، فهي الراعية والمعلمة والمؤدبة، مع نظيرها وشريكها الرجل القدوة ورب الأسرة.
في الواقع الذي نعيشه ثمة تفاصيل يستهلكها البعض للمفاخرة والشهرة والاستعراض لطالما الفعل لا قياس فيه، لكن الغائب الحاضر هو ذاك السلوك اللامبالي، الذي أبعد نعمة البر والإحسان بالوالدين عند الكثيرين بمثابة بهرجة، تتقاذفها شروط العمل ومستقبل الأبناء الذي أثرت عليه النظرة المادية، فكان السعي واللهاث وراءها كقفزات الأرنب.
البر والاحسان والاهتمام ربما تضاءل إلى حد ما في مجتمعنا ولاسيما رعاية كبار السن الذي حط قطار العمر عند معظمهم في دور رعاية المسنين، ماجعلهم يعيشون غربة النفس، والحنين، والشوق، لصور ووجوه أبناء وأحفاد مازالت عالقة في الذاكرة.
مر عيد الأم على استحياء، رغم تخصيص العديد من النشاطات وفعاليات التكريم الرسمية والأهلية، إلا أن الأبرز في المشهد العام هو ذاك الفراق المعنوي الذي تقدم في مشاهد الحزن والحسرة والتندر لأيام خلت، كان الاحتفال بأي مناسبة مجتمعية، أو وطنية يستنفر جميع الجهود والطاقات على مستوى الأفراد والمؤسسات.
ومع تغير واقع الحال والظروف الطارئة حيث حتمت شروط الواقع وما فيه من ندرة السعادة والفرح أن تنكمش مساحات السرور الداخلي، فلكل وجعه وشجونه وآلامه، من فقدان لأم وأب وزوجة، ابن وابنة، قريب، جار، صديق.
فبات التواصل الاجتماعي الوسيلة الأكثر ستاراً لما في القلوب والنفوس التي أتعبها ما مر على سورية الأم بلا منازع من إرهاب وويلات..فكل عام وسورية الأم والوطن الأحق بالدعاء والخير.
عين المجتمع – غصون سليمان: