مع كل هذا العدوان والحصار والإرهاب الذي تمارسه أميركا وأدواتها في الغرب والمنطقة ضد السوريين، منذ بدء الحرب العدوانية عليهم وحتى يومنا، فإنها لا تمل من انتهاج سياسات التضليل والكذب والدجل، وكأنها ركائز مفصلية وأساسية من ركائز تلك الحرب الإرهابية، مع أن العالم كله خبر جيداً أضاليلها وأكاذيبها.
فمنظومة العدوان بقيادة أميركا وأتباعها في أوروبا ما زالت، رغم كل الجرائم التي ارتكبتها بحق السوريين ورغم تجويعهم وقتلهم وتهجيرهم، تزور الحقائق والوقائع وتدعي أنها لن تتخلى عن السوريين، وأنها ملتزمة بالتوصل إلى حل سلمي يحمي حقوقهم ومستقبلهم، كما جاء في بياناتهم الأخيرة، مع أنهم كانوا العثرة الأولى والأخيرة في عرقلة الوصول إلى الحل السياسي، وأروقة “جنيف” وجولاتها السياسية والدستورية خير شاهد.
فمن يمول الإرهابيين، ومن يدعمهم، ومن يؤسس تنظيمات جديدة للقتل وسفك الدماء، ومن يعيد إنتاج القائمة منها، ويعيد سيرة الاستثمار فيها، لا يحق له الزعم بوقوفه إلى جانب الحل السياسي، فهو من أجهض مبادراته وجولاته وحواراته، ومقابل ذلك هو من احتل الأرض وملأ آفاقها بالقواعد العسكرية غير الشرعية، وهو الذي شن بطائراته العدوان إثر العدوان على المدنيين الأبرياء ودمر مدنهم وقراهم بحجة قصف “داعش” وأخواتها.
هكذا يحتلون الأرض ويقصفون الأبرياء بذريعة محاربة الإرهاب، ويمنعون الماء والغذاء عن السوريين ثم يضللون العالم ويقولون إنهم يريدون مصلحة الشعب السوري ويدافعون عن حقوق الإنسان وإنهم مع الحريات والديمقراطية المزعومة، ومن ثم يبتدعون حلقات أكثر إجراماً من “قيصر” ثم يستنفرون المنظمات الدولية لتتباكى على الواقع المأساوي الذي يعيشه السوريون.
واليوم نرى العالم كله يدين سياسات الحصار والعقوبات الجائرة على الشعوب، في حين نراهم في واشنطن والغرب يسيرون بعكس الاتجاه فيشددون من حصارهم على السوريين وكل من يعارض سياساتهم الاستعمارية في منطقتنا والعالم، وفيما نرى قوى العالم المحبة للسلام والساعية له تريد بناء علاقات دولية متوازنة وتستند على القوانين الدولية والشرعية الدولية، نراهم في أميركا وفي عواصم الغرب التابعة لها يدمرون البنية القانونية الدولية ويعتمدون على سياسات التهديد والوعيد وبناء التحالفات السياسية والعسكرية التي تسعى لإثارة الحروب والنزاعات والقتل وسفك دماء الشعوب ونهب ثرواتها.
نبض الحدث-بقلم مدير التحرير- أحمد حمادة: