بعد تسع سنوات تعود من جديد تحت قبعة المعارضة السورية وبعد أن اختفت في أكمام سياسية وتلاشت في أخرى وتشتتت كوجود وفكرة تظهر فجأة بعنوان عريض سمته (الجبهة الوطنية الديمقراطية )واسم مختصر(جود) في مؤتمر تأسيسي لما يسمى المعارضة السورية يعقد في دمشق …
هي المرة الثانية التي تطلق ما تسمى المعارضة مؤتمراً تأسيسياً في دمشق مع العلم أن هناك معارضات خارجية أطلقت العديد من المؤتمرات وأعلنت تأسيس منصات وانبثقت مئات المرات من الخارج الى الداخل في عمليات قيصرية لكيانات المعارضة التي أثبتت تشوهها وارتباطها المشيمي بأجندات خارجية وقامت بالتغطية وشرعنت الاحتلال للأراضي السورية وانخرطت في اللعبة السياسية والمؤامرة على سورية قبل أن تُرمى في علب التخزين كدمى الخيوط المتحركة والحديث هنا عن المعارضة الخارجية…
اليوم تجتمع هذه المعارضة في الداخل السوري في إشارة إلى أنها معارضة داخلية تحمل نيات وطنية رغم أن التوقيت لايشي بالكثير من قدرتها على التأثير في العملية السياسية يوم باتت الأزمة في سورية حرب معلنة واحتلال وحصار من دول وأقطاب عالمية فكيف ستعرب المعارضة بيانها السياسي الذي أصدرته وهي تتحدث بمنطق المعارضة الارستقراطية التي تنادي بالشعارات الرنانة وتتحدث باللهجة التقليدية ذاتها وتأخذنا الى أحلام المدن الفاضلة..والمجيء السياسي الثاني لها دون أن نلحظ قيامتها كمعارضة حقيقية.. أو تلحظ هي أننا في حرب مفتوحة مع الإرهاب ومع احتلالين أميركي وتركي وتحت حصار قيصر وفي أزمة كورونا الصحية..
فبيانها الحالي يشبه حديث ماري أنطوانيت عن الكاتو عندما طالبها الناس بحلول لأزمة الخبز!!.
الممارسة السياسية للمعارضة تنبع من داخل هموم الناس وظروف الوطن وأولوياته وليست مجرد لعبة نرد ننفخ على الحجر ثم نرميه ونتمنى الفوز!!!.
البقعة الساخنة- عزة شتيوي