بدا واضحاً أن القيادة الرياضية، ممثلة باللجنة الأولمبية ومنظمة الاتحاد الرياضي العام متماهية في رؤاها وأفكارها، مع الشارع الكروي في المطالبة بالتأهل إلى المونديال القادم، وفي الامتعاض، وربما أكثر من الامتعاض، من تحضير منتخبنا لهذه المهمة، بالغة التعقيد، بعد الخسارتين الكبيرتين في مباراتيه الوديتين أمام كل من البحرين وإيران؟!.
هذا التماهي لايحتاج إلى فطنة لتلمسه، فقد ظهر جلياً، من خلال المؤتمر الموسع الذي عقدته اللجنة الأولمبية مع اتحاد كرة القدم تحت الأضواء الإعلامية التي لم تدخر جهداً، في إحراج اتحاد اللعبة ومحاصرته بالأسئلة التي تصل حد الاتهامات المبطنة بالمسؤولية المباشرة عن وضع منتخبنا الذي لا يسر عدواً ولاصديقاً، والتشكيك في قدرة الجهاز الفني الذي تعاقد معه اتحاد الكرة لإيصال منتخبنا إلى النهائيات العالمية لأول مرة في تاريخه، وليس إلى كأس آسيا؟! كما أن رئيس المنظمة نفسه تحدث صراحة عن وقع الخسارتين واصفهما “بالمخزية”، ووضع النقاط على الحروف، بعدم القبول بسقف من المطالب دون التأهل لمونديال ٢٠٢٢؟! معتبراً أن القيادة، وعلى جميع المستويات، لم ولن تقصر في دعم المنتخب.
ثمة فارق بسيط بين قمة الهرم الرياضي، وبين اتحاد كرة القدم، فالأول يرى التأهل مطلباً محقاً، بالنظر للإمكانات المحشودة ، وليس من المستحيل تحقيقه، فيما يراه الاتحاد طموحاً كبيراً، وأقرب للحلم منه إلى الحقيقة، مستندا إلى التحديات والمعوقات التي تواجهها كرتنا، على المستوى الفني والبنية التحتية، وعلى الصعيد البنيوي المتعلق بالخبرة والشخصية والهوية، إضافة للافتقاد إلى عنصر الخبرة.
مابين السطور- مازن أبو شملة