أميركا تجر العالم للتصادم .. ماذا عن أمنها ومصالحها؟

واضح أن الإدارة الأميركية الجديدة حسمت خياراتها باعتماد سياسة التصعيد على الساحة الدولية، بعدما نضجت طبخة تحالفاتها العسكرية، واتضحت طبيعة الأدوار المنوطة بأقطاب منظومتها العدوانية، وهي تحضر على ما يبدو لمرحلة ساخنة تضع الأمن والسلم الدوليين على المحك، وهذا ما تشير إليه طبيعة التطورات الدولية الراهنة، وتصرفات الأطراف والجهات المنخرطة في عملية تنفيذ السياسة الأميركية، وفق ما تخطط وتعد له إدارة بايدن.

التصعيد الأميركي ضد روسيا عبر الخاصرة الأوكرانية يتصدر مشهد الأحداث، واللافت في هذا التصعيد إضافة أدوات جديدة، بعدما كان الجانب الأميركي يعتمد على العنصر الأوروبي لتطويق روسيا، وتلك الأدوات تتمثل بإرهابيي ” النصرة” وضامنهم التركي أردوغان، وهذا يعني أن إدارة بايدن تعيد مجددا توظيف تنظيم “القاعدة” الإرهابي لخدمة أجنداتها العدائية ضد روسيا، فـ” النصرة” هو فرع لـ” القاعدة”، ما يشير إلى طبيعة التصادم الجديد الذي تعمد واشنطن لتكريسه، وقبل بضعة أيام أعلن الأمن الروسي أنه أحبط هجوماً إرهابياً لاستهداف مؤسسات تعليمية في مدينة سيمفروبول عاصمة شبه جزيرة القرم، ومصدر هذا الهجوم إرهابيون من “النصرة” قادمون من إدلب، وإرسال أولئك الإرهابيين ليس بعيدا بطبيعة الحال عن التنسيق القائم بين نظام أردوغان والإرهابي ” الجولاني” متزعم ” النصرة”، ولما ننس بعد مقابلة ” الجولاني” مع الإعلام الأميركي، ووضع نفسه في خدمة مشروع إدارة بايدن مقابل رفع تنظيمه عن قائمة الإرهاب، وكذلك فإن تحذير وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف لأنقرة من مغبة تشجيع النزعة العسكرية في أوكرانيا، على خلفية توريد نظام أردوغان أسلحة لكييف، يشير إلى طبيعة الدور المناط بتركيا لتأجيج حدة التصعيد ضد روسيا، باعتبار أن أنقرة عضو في “الناتو” من جهة، وراعية للإرهابيين في سورية من جهة ثانية.

محاولات استهداف إيران من بوابة ملفها النووي، هي أيضا حلقة مكملة لاستراتيجية بايدن التصعيدية ضد الدول الرافضة لنهج الهيمنة والغطرسة الأميركية، وتفعيل الدور الصهيوني لعرقلة التوصل إلى اتفاق يعيد واشنطن إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، مقابل رفع كامل العقوبات عن طهران، هو أمر عمليات أميركي بامتياز، والاستهداف الإسرائيلي لمنشأة نطنز النووية، بالتزامن مع زيارة وزير الحرب الأميركي لويد أوستن للأراضي الفلسطينية المحتلة، هو رسالة ضغط وابتزاز أميركية لإيران، عشية استئناف مفاوضات جنيف غدا الأربعاء، لاسيما وأن إعلان الرئيس حسن روحاني قبل يومين عن إنجازات نووية جديدة تتمثل في البدء بالاختبار الميكانيكي على أجهزة طرد مركزي من الجيل التاسع، أثبت مجددا أن سياسة العقوبات فشلت في ثني إيران عن مواصلة التمسك بحقوقها المشروعة، والهدف من وراء الهجوم الإرهابي النووي ضد منشأة نطنز، هو دفع إيران لتعطيل مفاوضات فيينا، وبالتالي إعطاء بايدن الذريعة لاتخاذ خطوات أشد قساوة بحق طهران، وإيهام العالم بأنها هي من تنتهك الاتفاق النووي.

وقياساً لحدة التصعيد الأميركي ضد الصين، ومحاولات إدارة بايدن التجييش ضدها، إلى جانب عملها على إعادة هيكلة التنظيمات الإرهابية في سورية، وإبقاء دول محور المقاومة في مرمى الإرهاب والاستهداف الأميركي، فإن بايدن عازم بالفعل على ترجمة سياسات إدارته العدائية ضد روسيا والصين وإيران وسورية، على أرض الواقع، وهو يتجه للتنفيذ الفعلي، وربما طلبه من الكونغرس تخصيص ميزانية ضخمة للبنتاغون، يشير إلى مدى جنوحه نحو عسكرة الأوضاع في الساحة العالمية، ويكذب كل مزاعمه بشأن سياسة الحوار والدبلوماسية التي أوهم العالم بأنها ستكون من أولويات إدارته، ولكن هل وضع بايدن في حسبانه ارتدادات سياساته الهوجاء، ومدى ضررها على أمن قوات بلاده المنتشرة في الكثير من أصقاع العالم، وعلى مصالح بلاده أيضاً؟.. من الواضح أنه لا يكترث لكل ذلك.

نبض الحدث – ناصر منذر

آخر الأخبار
الدفاع المدني في اللاذقية يسيطر على حرائق عدة بالمحافظة غرفتا الصناعة والتجارة في حلب تبحثان آفاق التعاون وتوحيد الجهود لخدمة الاقتصاد المحلي  د.نهاد حيدر ل"الثورة".. طباعة عملة جديدة يحتاج لإجراءات إصلاحية  ينعش آمال الأهالي ببيئة أنقى.. قرار بوقف "الحرّاقات" في عين العبيد بريف جرابلس  ضبط تعديات على خطوط ضخ المياه بريف القنيطرة الجنوبي تراجع ملحوظ  في إنتاجية العنب بدرعا.. وتقديرات بإنتاج 7 آلاف طن   وزير الاقتصاد يبحث في حلب مع وفد تركي فرص التعاون والتطوير العقاري حلب تستضيف الندوة التعريفية الأولى لمشروع "الكهرباء الطارئ" في سوري الإنسان أولاً.. الصحة تطلق مشاريع نوعية في ذكرى استشهاد محمد أمين حصروني بحث عودة جامعة الاتحاد الخاصة وتسجيل طلاب جدد التحالف السوري- الأميركي يدعو الكونغرس لرفع كامل العقوبات عن سوريا لتراجع إنتاجيته .. مزارعو عنب درعا يستبدلونها بمحاصيل أخرى تركة ثقيلة وخطوات إصلاحه بطيئة.. المصارف الحكومية تراجع دورها ومهامها استئناف العمل بمبنى كلية الهندسة التقنية في جامعة طرطوس فرص استثمارية ودعم للمبدعين.. "التجارة الداخلية" في جناح متكامل بمعرض دمشق الدولي "الجريمة الإلكترونية والابتزاز الإلكتروني".. التركيز على دور الأسرة في مراقبة الأبناء وتوجيههم إزالة 22 تجاوزاً على مياه الشرب في درعا سبعة أجنحة للاتحاد العام للفلاحين بمعرض دمشق الدولي.. غزوان الوزير لـ "الثورة": منصة تلقي الضوء عل... " سوريا تستقبل العالم " .. العد التنازلي بدأ.. لمسات أخيرة تليق بدورة معرض دمشق الدولي    ترامب يهدد مجددا بفرض عقوبات على روسيا