بتوقيت دمشق، يضبط المشهد إيقاعه، فيما وحوش السلطان الإخواني التي زرعها في الجغرافيا السورية عادت لتنهش بعضها البعض، لاسيما وأن شهيتها بدت مفتوحة جداً لالتهام كل مكاسبها الوهمية على الأرض، في وقت بدا العالم مشدوداً وبشغف شديد لمتابعة الحدث السوري المرتقب، بعد أن انتهى لتوه وبقرف أشد من مشاهدة (مسرحية الكيماوي) في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي كانت بمثابة المهزلة الفضيحة التي كتبتها وأخرجتها الولايات المتحدة، فيما أناطت بمهمة التمثيل على خشبة المسرح الدولي وبغباء مفرط لـ (المنظمة) التي أضحت أرجوحة تمتطيها الرغبات والنزوات والطموحات الأميركية التي لا تنفك خلف الكواليس للعبث بعناوين وحوامل الواقع المرتسم الذي تحميه الدولة السورية وحلفاؤها بالدماء والبطولات، حيث العين الساهرة لجيشنا الباسل تراقب وترقب عن كثب أنفاس الإرهابيين، بينما تتولى مقاتلات السوخوي قض مضاجعهم وتشتيت شملهم وتفريق جمعهم.
فالفينيق السوري الذي لم يكن أبداً تحت رماد الذل والهوان والاستكانة وبرغم كل الجراح والأوجاع، ها هو اليوم يعاود مد جناحيه ليعانق الأفق، وليواصل خطاه نحو الانتصار الكبير الذي سيصنعه السوريون بإرادتهم وحريتهم وقرارهم المستقل في استحقاقهم السيادي القادم.
تعلم دمشق أن طريقها طويلة ومفخخة بكل محاولات وأشكال التصعيد والتفجير، لكنها اختارت المضي فيها، وهذا خيارها وقدرها لأنها قررت أن تكون في موقع الأحرار والشرفاء والمدافعين عن قضايا وحقوق الأمة، والرافضين لكل المخططات والمشاريع الصهيو- أميركية التي تستهدف الحاضر والحضارة والمستقبل.
في إعلان دمشق عن موعد استحقاقها الرئاسي، رسائل كثيرة إلى أطراف الإرهاب، لعل أهمها أن الشعب السوري هو صاحب الكلمة الفصل في تقرير مصيره ومستقبل أبنائه، وهذا ما تحاول أن تجهله أو تتجاهله منظومة الإرهاب برمتها، وخاصة الولايات المتحدة التي تتزعمها والتي يتوقع أن تستشرس في محاولاتها التخريبية خلال الأيام القادمة لإجهاض انتصارات السوريين الذين باتوا يعرفون جيداً كيف يخوضون معاركهم بالتوقيت الذي يضبطون فيه إيقاع المشهد برمته.
من نبض الحدث- فؤاد الوادي