فاقت تكاليف العمالة والنقل تكاليف الإنتاج ولن تنفع كل حملات مداهمة الأسواق في تخفيض الأسعار طالما تكاليف النقل مرتبطة بالمزاجية وتوفر المشتقات النفطية وغياب الحلول، والأمر ذاته بالنسبة للعمالة فليس هناك من حد للأجور، وطالما أنت بحاجة فعليك أن تدفع ما يطلبه العامل في ظل هجرة الكثير من العمالة.
النقل أصبح حجة كل من يريد رفع الأسعار، والجهات المعنية تبدو غير معنية بذلك ولو أن هناك من يبحث في الأمر لكنا وجدنا من يسأل عن النقل السككي بين المحافظات سواء أكان نقل الركاب أم البضائع الذي من شأنه تخفيض تكاليف الشحن بنسبة تزيد على 30 % قياساً بوسائل النقل الأخرى.
الخطوط الحديدية أجرت الصيانات على عدد من الخطوط وهناك من ينتظر قطار حلب الذي يربط العاصمة الاقتصادية بالعاصمة السياسية دمشق، وهناك من ينتظر قطار اللاذقية طرطوس حمص ودمشق.. ولكن أياً من هذه القطارات لم يتحرك فأين المشكلة؟
الإرهاب، الحرب، العقوبات، الحصار، نقص السيولة، تغير سعر الصرف كلها أثرت على الوضع الاقتصادي والحياة المعيشية للمواطن.. وعلى كل تفاصيل حياتنا، ولكن بعد أن أنجز الجيش العربي السوري مهمته على الأرض ما الذي منع تشغيل الكثير من القطاعات وأهمها السكك الحديدية؟ هل يُعقل أن تبقى شبكة القطارات معطلة والقطارات متوقفة بانتظار تعيين عمال خدمة وحراس ومراقبين للخطوط؟ هل يُعقل إلغاء المسابقة وانتظار أكثر من ستة أشهر حتى اليوم ولم يتم حسم أمر تعيين حاجة الخطوط الحديدية من العاملين الذين تحتاجهم المؤسسة لتشغيل خطوطها؟
العالم يبحث عن الوسائل الأرخص لخفض الأسعار، والجهات المعنية لدينا تلجأ إلى الحلقات الأضعف لتحقيق ذلك في معادلة فريدة ليس لها مثيل في العالم، في السابق كان يتم تعطيل حركة القطارات لمصلحة شركات نقل الركاب وشركات الشحن، ولكن اليوم لمصلحة من يبقى هذا القطاع معطلاً طالما شركات النقل والشحن في حال يرثى لها؟
هناك مثل يقول: “الفقر فقر العقل”، وعليه يُمكن القياس والقول: إن مشكلاتنا ومعاناة المواطنين بسبب عدم قيام الجهات المعنية بواجبها أكثر مما هي بسبب الأزمة.
على الملأ- بقلم مدير التحرير-معد عيسى