تهتز عروش وتتضاءل تيجان، ويتجمد الدم في شرايين الصولجانات المعطوبة، ويمر مقص السياسات على خرائط العالم، لكنه ينكسر عندما يحاول فصل مشيمة المقاومة عن الرحم السوري. لذا أَعْمَلوا مقص الاقتصاد، ونسجوا خيوط العنكبوت.
سلكوا كل السبل الملتوية لقلب المعادلات الداخلية السورية، لتبرز حجة التدخل الخارجي يقدمها العملاء على طبق من فضة فتكون المفتاح الأهم لمناهضة المقاومة لكن حرابهم الثلمة تكسرت على صوان المجتمع الذي نقشت فيه أسمى التضحيات.
ها هم يواربون الباب مع الكيان الصهيوني المحتل، وخاصة اتجاه لبنان وسورية، ضغط سياسي؛ وصراخ لسحب سلاح المقاومة ما يجعل الدرب سالكة بسهولة نحو العاصمة بيروت. فيخيل إليهم أن الزحف الدبلوماسي نحو دمشق سيكون سهلاَ..
كلما وجدوا المزاليج أحكم إغلاقاً تجاه العدو الصهيوني المحتل للجولان وفلسطين، تبدأ الغطرسة الصهيونية بمد يدها المجرمة؛ إلى سماء سورية وأرضها، وعين الرقابة الدولية ترمَد حينها فلا تردع الانتهاكات، ولا تهز العصا بوجه المعتدين.
لكنها على استعداد لرصد النمل وإخضاعه لقانون قيصر لو حاول حمل حبة قمح لتخفيف معاناة السوريين. لذا ازداد التشدد على دول الجوار السوري، العراق ولبنان بقوة قانون قيصر، لكن سورية أصبحت تمتلك مناعة ذاتية، بعد لقاح الحصار الذي تصدت لفيروسه عشراً من السنين، وهي قادرة على تجاوز خطورة داء قيصر.
قيصر لن يكون إلا نوعاً واحداً من السلاح ذي الحدين، فها هي إيران، رغم حصار السنين التي جاوزت الثلاثين أصبحت قوة إقليمية، يحسب لها ألف حساب. معتمدة على مقدراتها، وذكاء أبنائها، فأنجزت ما فاجأ العالم حتى تحولت المحنة إلى منحة.
سورية صمدت رغم ما عانت، وانتصرت عسكرياً، ولم يضعفها قيصرهم بشكل مباشر، لذا هم يستهدفون به لبنان في محاولة لقلب معادلاته الداخلية، بغية ضرب المقاومة اللبنانية وظهيرها السوري. وتقديم صراع المقاومة اللبنانية مع الجهات السياسية هدية مجانية لواشنطن وحلفائها صهاينة فلسطين لتصفية حساباتها معهم.
يغذون الفتنة ضد سلاح المقاومة من المصول الصهيونية، وتُمنع الرئة اللبنانية من تنفس الأوكسجين السوري، يؤججون موضوع ترسيم الحدود البحرية مع كيان الاحتلال للوصول إلى أكبر بلوك نفطي وغازي، ليكون تحت الهيمنة الصهيونية.
الولايات المتحدة الأميركية تحكم بقرارات الدولة العميقة، التي ينفذ اليوم بايدن ما تبقى منها في تركة ترامب، مع بعض الرتوش. وتسعى الآن من خلال كل العقوبات والفوضى السياسية والاقتصادية في لبنان، لإنجاز العملية القيصرية التي تغير معالمه بما يتوافق مع أهوائهم العدائية ضد المنطقة برمتها. للتخلص من حزب الله.
لاستبدال لبنان العرب إلى ما يشاؤون تحاول أميركا بعيداً عن فرنسا قبض مخالبها على الأرز اللبناني بعد يقينها بأن مخالب بني صهيون، نشبت في قلب الخليج العربي والعراق، فتصبح المعادلات الإقليمية في المنطقة بقبضة العم سام، وتصبح الحياة الرقمية التي غرزها ترامب في متن البيت الأبيض متداولة على حاسب بايدن.
لكن ماذا عن التاريخ السوري والعربي والإقليمي وحساباته، إن استفاق من غفوته. التي لا تدركها السياسة الأميركية في دولتها العميقة، والتي يناضل الأحرار من أجل حجب الظلام ليستيقظ العرب الذين كانت تخشى مائير من صحوتهم لأن فيها النهاية.
إضاءات – شهناز صبحي فاكوش