بقلم مدير التحرير أحمد حمادة:
في ذكرى شهدائنا الأبرار تنحني الهامات إجلالاً وإكباراً أمام عظمة تضحياتهم، وتكتب سورية أبجدية النصر المزين بطيف أرواحهم، المعطر بدمائهم، ففي ذكراهم العطرة تجف أقلامنا ويعجز حبرها عن وصف عطائهم، فهم أسمى البشر، لأنهم ضحوا بأرواحهم وأنفسهم ليحيا وطنهم عزيزاً كريماً، ويعيش أبناؤهم وأحفادهم حياة حرة كريمة.
رجال عاهدوا الله والوطن فصدقوا العهد والوعد، وما بدلوا تبديلاً، فعلى مدى عقود بل قرون من تاريخ سورية الحديث والمعاصر قدم شعبنا الأبي قوافل الشهداء وقارعوا الغزاة والمستعمرين، من عثمانيين وفرنسيين وصهاينة، ممن حاولوا فرض املاءاتهم واحتلالهم على وطننا الغالي.
وللذكرى اليوم معان أكبر من أي وقت مضى في نفوس السوريين، لأنها تأتي بعد عشر سنوات من الحرب العدوانية الظالمة التي شنتها قوى الإرهاب العالمي بقيادة أميركا عليهم، ودمرت مدنهم وقراهم، وسرقت ثرواتهم، وأصدرت ما تسمى القوانين لتجويعهم، وارتكبت كل جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية بحقهم، ولأنها تأتي في ظل أكبر تضحيات قدمها شعب وهو يدافع عن حياته ووجوده وكرامته، وقدم فيها آلاف الشهداء وعشرات آلاف الجرحى.
للذكرى معان كبيرة، لأن حجم التضحيات كانت كذلك لينعم شعبنا بالأمن والأمان، ووطننا بالحرية بالاستقلال، وكانت أكبر مما يتخيله عقل أو يخطر على قلب بشر، وبفضل تلك التضحيات الجسام صان شهداؤنا الأبرار ترابنا الوطني، وحققوا لأجيالنا المستقبل الآمن، وتركوا خلفهم دروساً عظيمة في الصمود والعطاء، فخلدهم شعبنا الأبي وجعلهم شعلة من نور تضيء لنا الدروب.