فشلت أميركا وأدواتها الغربية وأتباعها في المنطقة بكسر إرادة السوريين، وإلحاق دولتهم بقاطرتها الصهيونية، وفشلت في تحقيق أجنداتها التي أرادت رسم خرائط جديدة لمنطقتنا برمتها.. خرائط تخدم المشاريع الصهيو أميركية بكل ما فيها من تفتيت وتقسيم وإضعاف لدول المنطقة وتحويلها إلى “كانتونات هزيلة” وتابعة للغرب المتصهين.
لهذا كله رأينا منظومة الشر والعدوان على سورية بقيادة الولايات المتحدة الأميركية تتجه إلى تشديد سياسات الحصار والعقوبات والتدخل بالشؤون الداخلية السورية، وممارسة الضغوط عليها، علّها تحقق عبر محطة الانتخابات الرئاسية، والتشويش عليها، والطعن بشرعيتها، والتشكيك بقانونيتها، ما لم تحققه في الميادين الأخرى.
وارتباطاً بهذه الرؤية فإن محطة إجراء الانتخابات الرئاسية في سورية، التي كرسها الشعب السوري ومؤسساته تعبيراً عن إرادتهم وعزيمتهم وخياراتهم، تمثل أيضاً من جهة أخرى فرصة لقوى العدوان على سورية كي تجدد ضغوطها على الحكومة السورية وابتزازها، رغم معرفة تلك القوى المعتدية أن من حق أي دولة ذات سيادة – بما في ذلك سورية – إجراء انتخاباتها كما تحدد قوانينها ودساتيرها.
وليست الضغوط الغربية هي غاية بحد ذاتها، بل محاولة تلك القوى العدوانية زعزعة أمن سورية واستقرارها ومحاولة فرض إرادتها عليها من خلال تلك الضغوط، وعدم السماح للسوريين بإجراء استحقاقهم الدستوري لأنه خطوة من خطواتهم العديدة باتجاه الاستقرار التدريجي لبلدهم، ونقطة انطلاق لتحديد مستقبلهم بعد عشر سنوات من الحرب الإرهابية المدمرة التي شنتها تلك المنظومة الشريرة ضدهم.
وتدرك منظومة الشر الأميركية أن إجراء الانتخابات بعد أكثر من نصر سياسي وعسكري سوري يؤكد أن السوريين تجاوزوا مخططات العدوان، ووجهوا ضربة قوية لتلك المنظومة، التي لم تجد سوى النبش بدفاترها المهترئة والنفخ بقربتها المعروفة المثقوبة، وهي عدم شرعية الانتخابات وعدم الاعتراف بنتائجها قبل أن تبدأ، بل مطالبة السوريين بإلغائها، وبعد أيام سترى واشنطن وحلفاؤها أن إرادة الشعب السوري أقوى من كل عدوانها ومخططاتها.
من نبض الحدث – بقلم مدير التحرير أحمد حمادة