مشاهد كثيرة لاشك تستوقف المتابع لحركة الأسواق والتسوق خلال شهر رمضان المبارك والتحضيرات لعيد الفطر غداً ، حيث الفرح بقدوم ضيف يستحق كل الحفاوة والتكريم بالرغم من كل ماقد يتوجب على عملية إتمام التحضيرات لاستقبال العيد من صعوبات وضغوطات خاصة لذوي الدخل المحدود وسعيهم لرسم الفرحة لدى أسرهم ولو بأبسط الأشكال والترتيبات .
فالسوريون الذين عانوا الكثير خلال سنوات الحرب، أثبتوا قدرتهم وإرادتهم الصلبة في مواجهة الظروف الصعبة ولاسيما منها الاقتصادية الخانقة والتي تركت آثاراً سلبية في تأمين متطلبات عيش المواطن اليومية حتى مع كثير من الاستغلال الذي يمارسه عديد من تجار وباعة الأسواق ورفع أسعارهم بحجج واهية لمزيد من ربح لاينتهي .
وبما أن للعيد نكهة خاصة تمتزج فيها شتى ألوان الفرح والألفة وصلة الرحم ومساعدة المحتاجين والفقراء بما يعكس أجمل صور المحبة والتعاون والتعاضد الاجتماعي ، يستعد الكثيرون لعيش هذه النكهة الخاصة والتغلب على أية أحزان أو مشاكل ، فرغم كل الظروف تبقى هناك مساحة للفرح ونبذ الخلافات والأمل المتجدد بأن القادم من الأيام هو الأجمل .
وطقوس الأعياد تتجدد مع كل عيد ومع كل مناسبة، عبر صور عدة، فالأطفال يعيشون العيد كما يحلو لهم، عيديات يترقبونها وثياب عيد جديدة للبعض، ولا يهم عند البعض الآخر نسبة جودتها وحداثتها ، وألعاب يطلقون من خلالها ضحكاتهم البريئة وتوقهم لفرح كبير ينتظرونه تحت مسمى العيد ، وأسر عدة تعيش العيد على طريقتها .
ففي العيد أيضاً مشاعر حزن ووفاء لأهل وأحبة رحلوا ، وهناك مشهد آخر مميز للغاية موجود في كل الأوقات يرسمه جيش عربي سوري سطر أروع البطولات في ساحات القتال والحرب على الإرهاب يعيش لحظات العيد بخصوصيته وفاء لسورية التي تهون لأجلها كل التضحيات لتظل شامخة آبية .
وبتعدد مشاهد الفرح بالعيد وعناوينه يؤكد السوريون أن إرادتهم تظل قوية ، ففي المحن هم أقوياء وفي مواجهة الضغوطات صامدون ، وفي الأعياد يضبطون فرحهم على إيقاعاتهم الخاصة ، ليعيشوا التفاصيل كما يريدون ، فسورية جميلة بكل المشاهد وفي كل الأوقات ، وساحاتها مزينة بالفرح ليس في الأعياد فقط ، بل في كل الأوقات حيث تبقى الأجمل ويليق بها الفرح الأكبر .
حديث الناس – مريم إبراهيم