تمر المنطقة اليوم بمرحلة حساسة ودقيقة، تمليها حالة التصعيد الأميركي والغربي والصهيوني، وهذا ناتج بطبيعة الحال عن فشل المشاريع الصهيو- أميركية بفعل صمود وصلابة محور المقاومة الذي بات يفرض معادلاته بقوة على الأرض، واتساع جبهة المواجهة مع منظومة العدوان، كما هو حاصل في الأراضي الفلسطينية المحتلة، يؤكد مجدداً صوابية خيار المحورالمقاوم، الذي بات على وشك قطف ثمار صموده وصبره الاستراتيجي.
كل الحروب والأزمات التي أشعلتها الولايات المتحدة في المنطقة، بتأييد ودعم أوروبي معلن وواضح، هي من أجل حماية الكيان الصهيوني، باعتباره يشكل قاعدة إرهاب متقدمة للغرب، وبوابة عبور له لتحقيق أجنداته ومصالحه الاستعمارية على حساب شعوب المنطقة، والحرب الإرهابية المتواصلة على سورية بأشكالها وعناوينها المتعددة” عسكرياً وسياسياً واقتصادياً”، إضافة لسياسة الحصار والضغوط القصوى بحق الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تكشف خبايا وغايات السياسة العدوانية التي ينتهجها هذا الغرب، لاسيما وأن سورية وإيران لم تغيرا يوماً موقفهما الثابت تجاه القضية الفلسطينية، ولم تتوقفا عن مواصلة دعم الشعب الفلسطيني في حقه المشروع لاستعادة أرضه وبناء دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
التصعيد الغربي يأخذ أشكالاً متعددة، ولكنه يعكس حالة عجز وإفلاس، فالكثير من المتابعين الغربيين لتطورات الأحداث الجارية، ومنهم مقربون من دوائر صنع القرار في بلادهم، باتوا يتساءلون عن جدوى مواصلة حكوماتهم للحروب العبثية في المنطقة، فبعد عشر سنوات من الحرب الإرهابية على سورية لم تجن الولايات المتحدة وأتباعها في منظومة العدوان أي مكاسب سياسية، ولم تستطع سلب دمشق قرارها السيادي، والعقوبات الجائرة لم تثن السوريين عن مواصلة التمسك بخيار المقاومة، والأهم أنها لم تمنح الغرب القدرة على شرعنة الاحتلال الصهيوني وحماية أمنه المزعوم، وأيضاً فإن سنوات الحصار الطويلة لم تحد من قدرة إيران على متابعة تقدمها العسكري والعلمي والتقني، وباتت هي من تفرض شروطها في فيينا، في حين يبدو الانقسام واضحاً بين أركان الإدارة الأميركية نفسها، وبين الأطراف الأوروبية اللاهثة وراء تحسين موقعها التفاوضي لتحصيل مكاسب سياسية واقتصادية من وراء الاتفاق النووي.
صلابة الموقف السوري والإيراني تجاه تعاظم التحديات الأميركية والغربية، عزز بشكل كبير قدرات محور المقاومة في المنطقة، وانتفاضة القدس المتصاعدة، والرد الصاروخي لفصائل المقاومة على العدوان الصهيوني، سيكون له الأثر الكبير في تثبيت قواعد الاشتباك الجديدة، وإحداث تحولات مهمة على مسار مواجهة العدو الصهيوني، ويكفي تهافت الدعم الأميركي للعدوان الصهيوني، ومن أعلى المستويات ( بايدن ،بلينكن ومساعديه)، وأيضاً من قبل العديد من الأوساط الأوروبية، حتى ندرك أهمية التحولات القادمة، ومدى خطورتها على المشروع الصهيوني، ومخططات الغرب الاستعماري في المنطقة.
كلمة الموقع – ناصر منذر