الثورة أون لاين- بقلم أمين التحرير- محمود ديبو
عندما يكون الوطن أمام مواجهة لطيف واسع من التحديات، ومنها ما يشكل خطراً محدقاً، فإن أكثر ما يخدم مصلحة الوطن والمواطنين في مثل هذه الأوقات أن يكون الجميع معترفاً بحجم التحديات، لكن بالمقابل أن يعي ويدرك الجميع تماماً كيف سينجحون في تخطي تلك التحديات.
ولأن المحاولات لم تهدأ للنيل من بلدنا بمختلف أشكال العدوان الأسود الذي لم يعرف له التاريخ مثيلاً، فقد جاءنا العدوان هذه المرة بادعاءات الحرص على سورية وشعبها، من خلال بثّ أفكار هدّامة لتشتيت الموقف الشعبي من الاستحقاق الدستوري الوطني القادم، ومحاولة زعزعة الثقة بمؤسسات الدولة السورية وإنكار دورها في حماية البلاد خلال سنوات الحرب العدوانية وإظهارها بمظهر العاجز عن تلبية احتياجات المواطنين.
وهو ما يستدعي الانتباه إلى أن التاريخ لم يسجل عبر مراحله المتلاحقة أن عدواً معتدياً أراد الخير بشعب أو بلاد سعى لاحتلالها أو سرقة مقدراتها وخيراتها، واليوم وبعد أن انتصرت سورية في حربها على الإرهاب، تواجه حرباً على استحقاقها الوطني لانتخابات رئيس الجمهورية، الذي نصّ عليه دستور توافق عليه كل الشعب السوري وأقرته مؤسسات الدولة.
وقد لا يكون غريباً أن يسعى أعداؤنا اليوم لإظهار الاستحقاق الرئاسي بأنه غير شرعي، الأمر الذي يتطلب منا وعي هذه النقطة، والرد عليها بطريقة عملية تتجلى بمشاركة شعبية واسعة من مختلف الأطياف، وكل من يحق له أن ينتخب فعليه أن يكون في صفوف الناخبين، لأنه بذلك يشهر سلاحاً قوياً في وجه قوى العدوان على سورية، ويزيد من ألق الانتصار الذي لا بدّ متحقق على هؤلاء المعتدين.
فالاستحقاق الوطني، وإن كان سيفضي إلى فوز أحد المرشحين الثلاثة بمنصب رئيس الجمهورية، فهو قبل ذلك سيؤكد تمسك السوريين بسيادتهم الوطنية، وعدم قبول أي تدخل أو (مساعدة) أو ارتهان للخارج، وسيمحو أي تشكيك بأن مؤسسات الدولة السورية معطلة، ولا تقوم بدورها تجاه الوطن والمواطنين، وبالمشاركة الشعبية الواسعة سيتمكن السوريون من دحض كلّ ادعاءات الغرب المتصهين وأدواته وعملائه في المنطقة، ليقول للعالم كله: إن الشعب السوري يعي مصلحته تماماً ويدرك أن حربه مستمرة مع المعتدين، وأن إرادته الحرة المستقلة هي التي ستنجز النصر الكامل، وستنهي هذه الحرب العدوانية، وتقطع الطريق على كلّ المدعين.