الثورة اون لاين -بقلم أمين التحرير- ناصر منذر:
المواطنون السوريون في الخارج بدؤوا اليوم الإدلاء بأصواتهم لاختيار مرشحهم لمنصب رئيس الجمهورية، بعد توافدهم إلى صناديق الانتخاب في سفاراتنا وبعثاتنا وقنصلياتنا في العديد من دول العالم، وهذا دليل وفاء لوطنهم، ولتضحيات شهدائنا الأبرار الذين استبسلوا في الدفاع عن هذا الوطن، وهو تأكيد أيضاً على تمسكهم بممارسة حقهم الدستوري، النابع في الأساس من واجبهم الوطني، واحترامهم لقدسية الوطن، هم اليوم يدلون بآرائهم بكل حرية وشفافية، غير آبهين لمعاناتهم وظروفهم الصعبة في بلاد الاغتراب، لاسيما وأن بعض الدول المضيفة لهم تمارس بحقهم ضغوطاً شتى، تصل إلى حد الترهيب لمنعهم من المشاركة في هذا الاستحقاق، ولكنهم يؤكدون أنهم أصحاب إرادة حرة، ما يدل على أصالة انتمائهم.
بعض الدول الغربية اتخذت قرارها بمنع السوريين من المشاركة في هذه الانتخابات، وفي ذلك خروج عن كل المواثيق والمعاهدات الدولية، وهذا الأمر يكشف مدى نفاق الحكومات الغربية التي تتاجر بحقوق الإنسان، وتدعي حرصها على الديمقراطية والحرية، وانطلاق عملية الانتخاب في الخارج تضع الدول الغربية الشريكة في الحرب الإرهابية على سورية أمام معادلة اختبار، ونتائجها حتماً ستكون صادمة لتلك الدول، هي تدعي حرصها على مصلحة السوريين، لتسمح إذاً للمقيمين منهم على أراضيها بممارسة حقهم الانتخابي، وتدعي أن المهجرين لجؤوا إلى أراضيها هرباً من “قمع” الدولة السورية لهم، فلتتركهم يقولون كلمتهم في صناديق الاقتراع، لاسيما وأنهم موجودون اليوم خارج وطنهم ولا سلطة عليهم، إذاً لماذا ترهبهم وتهددهم بالرحيل بحال شاركوا بالعملية الانتخابية؟، هذا يدل بطبيعة الحال على أن تلك الدول تخشى من النتائج التي ستفرزها صناديق الاقتراع، لأن تلك النتائج ستبرهن بأن السوريين المقيمين على أراضي تلك الدول هربوا بفعل الإرهاب المدعوم من قبل تلك الدول، وأنهم متمسكون بسيادة بلدهم وقراره الحر المستقل، الأمر الذي من شأنه أن يكشف زيف إدعاءات الغرب، ويفند كل الأكاذيب التي اختلقتها حكومات هذا الغرب، وروجها إعلامه الشريك في الحرب والعدوان على سورية.
السوريون في بلاد الاغتراب يصوتون اليوم لوطنهم، ويثبتون للعالم بأن أصواتهم في صناديق الاقتراع هي تأكيد على تمسكهم بثوابتهم ومبادئهم الوطنية، وبنهجهم السياسي وقرارهم السيادي، وخيارهم المقاوم، ووقوفهم إلى جانب جيشهم الباسل للقضاء بشكل كامل على الإرهابيين، ومرتزقة الغرب، ودحر الغزاة والمحتلين، وهم ينتظرون إنجاز النصر الكامل، ليعودوا إلى وطنهم للمساهمة بإعادة إعمار ما دمره الإرهاب، لعلمهم أن الوطن بحاجة لجميع أبنائه، ويدركون حجم الجهود التي تبذلها دولتهم الصامدة من أجل إعادة جميع المهجرين، ويعلمون بحجم الضغوط والعراقيل التي يزرعها الغرب -المتشدق بالحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان- لمنعهم من العودة إلى وطنهم.
السوريون في الخارج يقولون كلمتهم الفصل اليوم، بأنهم وحدهم أصحاب القرار، وإرادتهم الوطنية متجذرة، لا تكسرها الضغوط الخارجية، ولا ترهبها تهديدات الغرب، وصوتهم الانتخابي سينزل كالصاعقة على صدور الأعداء والمتآمرين، وسيكون رسالة لأقطاب منظومة العدوان بأن القيادة السورية لم تستمد يوماً شرعيتها من الإدارات الأميركية والأوروبية الحاقدة، وإنما من إرادة شعبها الحر، الرافض لكل سياسات الغرب ونهجه العدواني المتغطرس، فالسوريون أينما وجدوا، هم أصحاب قرار وإرادة حرة، ورمز للحرية والديمقراطية.