منذ الخيوط الأولى لفجر هذا اليوم المشرق يتوافد السوريون إلى صناديق الاقتراع لانتخاب رئيس للجمهورية.. مشهد يختصر حكاية مقاومتهم لمنظومة العدوان على مدى عشر سنوات.. مشهد يؤكد أنهم كما كانوا صفاً واحداً خلف جيشهم يحررون الأرض ويدحرون الإرهاب فإنهم ينتخبون اليوم الوطن والمستقبل والفجر الجديد.
مشهد يؤسس لمرحلة جديدة تطوي آثار الحرب العدوانية والحصار والفوضى الهدامة، التي جلبتها واشنطن وأدواتها ومرتزقتها إلى أرضنا الطاهرة تحت مسميات (الخلاقة)، مرحلة تطوي كلّ مشاهد الخراب والدمار، وتنقل المدن والقرى والمزارع والجوامع والكنائس إلى واقع الأمان والاستقرار.
المشاركة الكثيفة التي تنقل حقيقتها هذه الساعات عدسات المصورين المحليين والعرب والأجانب تؤكد المؤكد بأن السوريين رسموا خارطة طريقهم، وأنهم وضعوا منهاج عمل للمرحلة القادمة، يبني سورية، ويعيد ألقها وروحها وأصالتها التي حاول الغزاة تشويهها، وأنهم سيقومون بجهود كبرى لتجاوز ما خلفه الإرهابيون ورعاتهم الغزاة المحتلون.
مشاركة السوريين الكثيفة اليوم تعني أنهم وضعوا خلف ظهورهم كلّ مخططات القوى الغربية العدوانية التي استهدفت دولتهم ودمرت مؤسساتهم واقتصادهم، والتي كانت ترمي إلى تقسيم خريطة وطنهم وتمزيقه وتحويله إلى مجرد (كانتونات) ضعيفة وهزيلة تأتمر بأوامر واشنطن وعواصم الغرب الاستعمارية، وأنهم وضعوا نصب أعينهم عودة سورية أقوى مما كانت قبل العدوان عليها، ولها حضورها العالمي ودورها الإقليمي الكبير.
اليوم يحزم السوريون أمرهم بأن استحقاقهم الانتخابي الرئاسي هو خطوة إضافية باتجاه البناء والتعمير بعد كل هذا التدمير والإرهاب والعدوان الذي شنّ عليه من قبل منظومة العدوان ومرتزقتها على مدى عقد من الزمن، تلك المنظومة التي لم تدخر سلاحاً إلا واستخدمته للطعن بشرعية هذا الاستحقاق والتشكيك بقانونيته، والتدخل بشؤون سورية الداخلية، وبححج وذرائع واهية لا علاقة لها بقوانين العالم ودساتيره وإنما بأجنداتهم الاستعمارية، اليوم يحزمون أمرهم لرسم طريق المستقبل المفروش بكل ما هو جميل وآمن.
نبض الحدث -بقلم مدير التحرير أحمد حمادة: