عبر أكثر من عشر سنوات؛ عمر الحرب الإرهابية على سورية؛ عمل المتآمرون والمعتدون على سورية على قلب المفاهيم الفكرية والإنسانية والاجتماعية؛ وحولوها في شكلها الجديد البعيد كل البعد عن مضمونها الأساس؛ إلى أداة حيناً؛ ومطية وذريعة أحياناً أخرى لتحقيق أهدافهم العدوانية؛ ومخططاتهم التقسيمية؛ لتدمير الدولة والمجتمع السوري؛ وسلب المواطن السوري إرادته وخياره الوطني والقومي العروبي.
لقد ألبسوا الإرهاب ثوب الثورة؛ واستخدموا الديمقراطية عصا لمعاقبة مخالفيهم الرأي والمصالح؛ واستخدموا الدين زوراً لإلغاء الوطنية؛ خدمة لمشاريع إخوانية ووهابية بعيدة كل البعد عن الوطنية؛ والإسلام الحق السمح.
عشر سنوات؛ لم تستطع قوى الاستعمار والعدوان والإرهاب العالمي النيل من عزيمة السوري الوطني الحر الشريف؛ فكان المواطن السوري في كل مناسبة؛ وفي كل واجب وطني؛ ومواجهة مع دول العدوان وأدواتهم وعملائهم؛ يؤكد أنه أقوى من جميع المؤامرات؛ والخطط الإرهابية؛ وأكثر قرباً والتصاقاً بجيشه وقيادته.
كثيرة هي المناسبات؛ وساحات المواجهة التي خاضتها جماهير شعبنا في مواجهة العدوان والإرهاب؛ ليحط بهم الرحال في ساحات الاستحقاق الدستوري الأهم في تاريخ سورية؛ وهي الانتخابات الرئاسية؛ والتي جدد فيها السوري معنى الوطنية الحقة؛ عندما تحدى جميع أنواع الترهيب والتهويل والبلطجة التي مارستها دول العدوان وأدواتها وأزلامها؛ وقال كلمته عندما جدد خياره بأن يكون السيد الرئيس بشار الأسد قائد سورية المستقبل؛ بعد أن مضى بها قوية واحدة موحدة؛ منتصراً على الاستعمار الغربي الجديد ومشروعه الإرهابي في المنطقة.
لقد شكلت جحافل السوريين أمام صناديق الانتخاب؛ بعداً جديداً في معنى الوطنية؛ وكانت بمثابة معركة تثبيت النصر على الإرهاب؛ وإثباتاً بأن السوري ليس مجرد حامل هوية؛ بل المنتمي إلى الوطن الحامل لهمه؛ الداعم لجيشه والمؤيد لقيادته؛ لقد صحح السوري مفاهيم الثورة؛ والوطنية؛ والديمقراطية بعد أن شوه صورة تلك القيم والمفاهيم مجموعة من الخونة العملاء المتسولين على فتات موائد المستعمر الجديد.
حدث وتعليق- منذر عيد
Moon.eid70@gmail.com