بالأمس دخل السوريون جميعاً ودفعةً واحدةً من بوابة التاريخ.. دخلوا على أقدام الصمود وبخطوات تتجاوز كل قواميس الإرادة وترتقي لمستوى التحدي الأكبر..
بالأمس قدم السوريون أبجدية ثانية للعالم، وحفروا بإصرارهم على جدران الزمن تعريفهم الخاص للوطنية.. يوم خرج كل سوري يحمل سلاح كلمته ويضع ذخيرته في صندوق الانتخابات الرئاسية.. وبقي يلوح بخياره ويصدح بإرادته على امتداد ساحات الوطن معلناً يوم انتخاب السيد الرئيس بشار الأسد هو عرس لسورية التي تنهض من أزمتها وتمضي بنصرها بين شقائق النعمان مقدسةً دم الشهيد وممجدةً الآتي باسم العمل والبناء وتمزيق ذاكرة عشرة سنوات من الحرب عليها وإراقة الدماء..
المشهد في سورية وعلى امتداد كل التراب أكبر من أن تصفه الكلمات السياسية أو حتى الشعبية، هو ملحمة تاريخية للنصر يقطع فيها الشعب السوري ألسنة الغرب ويشل فيها تحركاتهم السياسية ويستعيد منها كل محاولاتهم مصادرة حنجرته وقراره..
اليوم قلب السوريون كل المعادلات بأكملها.. دخلوا إلى كل الحجر المظلمة وقلبوا طاولات التآمر و أعادوا تصوير الحقيقة بكاميرات الواقع ووقفوا على مسرح الحدث بأنفسهم من كل بيت وشارع وكتبوا بآيادهم المقالة الأكثر دقةً عن إرادتهم وديمقراطيتهم والأوضاع في وطنهم ليكسروا كل أقلام العدوان عليهم وتصريحات السم الإعلامي..
اللافت أن أصوات الإعلام الغربي بدأت تتبدل هي الأخرى لتظهر المقالات حول روعة الاحتفالات في سورية.. هناك في الصحف الفرنسية من تنبأ بأن الرئيس الأسد سيكون شخصية العام ٢٠٢١ لشجاعته وشعبيته ونحن نقول أكثر.. فالقائد والشعب دخلوا التاريخ واحتلوا مكانة لن تحطمها لا أرقام غنيس ولا ملاحم شعوب مرت أو سوف تمر.. فالمشهد في سورية وتدفق السوريين واحتفالاتهم وتحدياتهم رغم الحصار والإرهاب والاحتلال وبعد عشر سنوات من الحرب عليهم انتزعوا من أفواه الغرب مصطلح الثورة التي شوهتها فصول (الربيع العربي).. لينطلقوا به من جديد ثورة ضد الإرهاب والخيانة.. ثورة لسان وقلم وعمل وسلاح..
البقعة الساخنة- عزة شتيوي