سورية التي صمدت لسنوات عشر في وجه قطعان من أسوأ وأحطّ أنواع الإرهابيين انتصرت مجدداً في صناديق الاقتراع لتفرض على الجميع معادلة جديدة قوامها رفض الفوضى ومنع التخبّط.
لم يكن حدثاً عادياً هذا الذي مرت به البلاد بعد كل ما سبق من حرب وإرهاب بل كان تصويتاً لصالح مستقبل البلاد واستقرارها، ومستقبل الأبناء والأجيال اللاحقة، وعلى خُطا الانتصارات العسكرية والأمنية والسياسية سجل السوريون انتصارات جديدة على المستوى التشريعي شعبياً ورسمياً بإنجاح استحقاق ينضوي تحته السوريون جميعاً.
مشاهد لن ينساها الزمان لسيدات وشيوخ بين التسعين والمئة عام يشخصون من الصباح الباكر إلى مراكز الانتخاب للإدلاء بصوتهم.. مشاهد لمن قدّم أجزاء من جسده وآخر نور عينيه ومن قدّم فلذة كبده فداء لسورية، يقفون أمام المراكز حتى يمنحوا صوتهم لبلادهم، في وقت راهن فيه الكثيرون على موقف مغاير وبنوا آمالاً وأحلاماً وأوهاماً.
قال السوريون كلمتهم واختاروا قناعتهم.. أصواتهم قدموها لمن صمد ودافع عن بلاده.. صوّتوا لمن احتضن سورية كما احتضنته.. لمن وقف شامخاً مرفوع الرأس كسنديانة عتيقة في وجه عواصف الضغوط والإرهاب والحصار وما لا يمكن لعقل تصوّره من أنواع استهداف البلاد..
قال السوريون كلمتهم واختاروا من كان في أقسى اللحظات وأصعبها يجول على الجبهات متفقداً وموجّهاً.. من كان بيننا في الساحات والشوارع وأماكن العمل، من لم يفتّ في عضده هول المؤامرة وشراسة الهجمات وبربرية الرسائل..
للعالم أجمع وجّه السوريون رسالتهم.. وللعالم اجمع أكد السوريون انهم باختيارهم الرئيس الأسد لولاية دستورية جديدة إنما يختارون المستقبل المشرق والازدهار المبني على الاستقرار المتين.. يختارون من وثقوا به ثقة لم تهتز يوماً بل بقيت مطلقة في أحلك الظروف وأظلم الفترات.
ليس اليوم كالأيام التي سبقته.. فاليوم بدأت مرحلة جديدة من حياة سورية تكتبها الأيدي المنتصرة التي حملت السلاح والقلم والسمّاعة وكل أدوات الجهاد الإنساني، مرحلة يفعمها الأمل وقوامها العمل الذي لم يتوقف يوماً.
الامل كل الأمل بالرئيس الأسد لقيادة سورية في مرحلة جديدة من مسيرتها صوب استقرار وازدهار ونمو يؤسس لما بعده من انطلاق.
الكنز- مازن جلال خيربك