مازوت المشرفين

لا أحد من السائقين يتقيد بتعرفة الركوب في التنقل بين مراكز المدن والأرياف، والحجة أنهم يشترون المازوت بسعر مرتفع من السوق السوداء، كلّ صاحب جرار أو عزاقة يتقاضى سعراً مختلفاً عن غيره أجر ساعة فلاحة الأرض والحجة عدم توافر المازوت واللجوء إلى السوق السوداء، كل شاحنة تنقل المحاصيل بين الأرياف ومراكز المدن تتقاضى سعراً مختلفاً والحجة المازوت، والحصادات هي الأخرى تتباين أجورها وبنفس الحجة.
عندما تمت مضاعفة أجور النقل فكان السبب تأخر ونقص في التوريدات وليس تغيير سعر الصرف، ولكن اليوم المازوت متوافر أكثر من فترة ما قبل تأخر التوريدات، ووزارة النفط توزع يومياً 6 ملايين لتر بزيادة حوالي 400 ألف لتر عن تلك الفترة ويُفترض أن المازوت يكفي ومتوافر وليس في السوق السوداء فقط، ما يعني أن هناك تلاعباً في توزيع المازوت وهناك متاجرة بشهادة السوق السوداء التي تستطيع أن تستجر منها ما تريد.
الحل والضبط ليس مُعقداً وهو مطلوب من كلّ مالك آلية زراعية ووسيلة نقل لأنه يحفظ حقوق الجميع وبالتساوي، والشريحة الوحيدة المتضررة هي حلقات الفساد الموجودة في الجهات المعنية والمشرفة، وطبعاً النفط ليست من بينها لأن مسؤوليتها تنحصر في إيصال المشتقات النفطية إلى محطات الوقود التي تسميها لجنة المحروقات في كلّ محافظة والتي يرأسها المحافظ.
عندما تُعتمد البطاقة الذكية في توزيع مخصصات المازوت على الجرارات والحصادات يُمكن للجهات المعنية تحديد أجر ساعة الفلاحة أو الحصاد بدل تركها للحجج والمزاج الشخصي مثلها مثل تعرفة الركوب والنقل وتتابع الجهات المعنية مراقبة الالتزام بالتعرفة.
الجميع يطالب بضبط الأسعار والأجور لأنها في المحصلة تنعكس على المستهلك، ولكن غياب دور الجهات المعنية ساهم بتعقيد الأزمة وأوجد سوقاً سوداء واحتكاراً ومزاجية بالتسعير، وبوجود حلقات فساد تتاجر بالدعم المُقدم من الدولة.
أثبتت الوقائع أن الأتمتة تساوي بين الجميع، وتحفظ حقوق الجميع، وتحاصر حلقات الفساد، وتضمن وصول توريدات الدولة للمُستهدفين.
المازوت متوافر، ولكن شبكات المُتاجرة والفساد أفقدته وحولته إلى سلعة بيد الفاسدين والمشرفين الذين يجنون كل شيء دون تحمل أي مسؤولية.

على الملأ – بقلم مدير التحرير- معدعيسى:

آخر الأخبار
"تقصي الحقائق" بأحداث السويداء تلتقي المهجّرين في مراكز الإيواء في إزرع علاقات اقتصادية مع روسيا في إطار تبادل المصالح واحترام السيادة الوطنية تعاون سوري – عُماني لتعزيز القدرات في إدارة الكوارث شراكة جديدة لتحديث التعليم وربط الشباب بسوق العمل زيارة الوفد الروسي.. محطة جديدة في العلاقات المتنامية بين دمشق وموسكو سوريا وروسيا تبحثان بناء شراكة قائمة على السيادة والمصالح المشتركة سوريا: الاعتداء الإسرائيلي على قطر تصعيد خطير وانتهاك سافر للقانون الدولي الشيباني: سوريا تفتح باب التعاون مع روسيا.. نوفاك: ندعم وحدة واستقرار سوريا استهداف قيادات حماس في الدوحة.. بين رسائل إسرائيل ومأزق المفاوضات "إدارة وتأهيل المواقع المحروقة للغابات" في طرطوس تحالف يعاد تشكيله.. زيارة نوفاك  لدمشق ملامح شراكة سورية –روسية  دمشق وموسكو  .. نحو بناء علاقات متوازنة تفكك إرث الماضي  بين إرث الفساد ومحاولات الترميم.. هل وصلت العدالة لمستحقي السكن البديل؟ حلب تفرض محظورات على بيع السجائر.. ومتخصصون يؤيدون القرار 1431 متقدماً لاختبار سبر المتفوقين في حماة أسواق حلب.. وجوه مرهقة تبحث عن الأرخص وسط نار الغلاء دمشق وموسكو.. إعادة ضبط الشراكة في زمن التحولات الإقليمية "اللباس والانطباع المهني".. لغة صامتة في بيئة العمل المغتربون.. رصيد اقتصادي لبناء مستقبل سوريا الأردن: القصف الإسرائيلي على سوريا تصعيد خطير وانتهاك للميثاق الأممي