مجدداً يُراد لمرجل الشمال والجزيرة أن يغلي بنار التعديات وزيوت التسعير العدواني عبر الأدوات الأميركية، سواء نظام تركي انتهازي ووصولي أم أعقاب حطب انفصاليين عملاء تزج بهم واشنطن في أفران مصالحها فيرتضون الاحتراق على تخوم أطماعها ملاحقين سراب أوهامهم.
مشاهد التعديات السافرة على أهلنا في منبج وفي أرياف حلب وفي الجزيرة يحمل في أبعاده وغاياته أمرين أساسيين أولهما مقامرة غبية من رعاة الإرهاب لإشعال حرائق إرهابية على اتساع رقعتي الشمال والشرق السوريين تشوش على مشهد الانتصار السوري العظيم بإنجاز الاستحقاق الدستوري الرئاسي، لكنها أي نار الانتهاكات التي يجري تأجيجها لن تحرق إلا الأيدي العابثة بمشرط التمزيق والاقتطاع العدواني، وثانيهما لهاث محموم لاستباق النهايات المحتومة للوجود الاحتلالي ونسف المخططات التقسيمية والمشاريع الاستعمارية التي تلمس رعاة الإرهاب حرارة اقترابها ميدانياً بانتفاضات غضب متصاعدة ومقاومة شعبية بدأت تتعاظم وتوجع الغزاة والمحتلين وبيادق شرورهم.
بذار الإرهاب الذي نثرته دول العدوان على الأرض السورية لن يكون محصوله إلا خيبة وهزيمة مرة، ونار التسعير المقصود للجبهات في الشمال والجزيرة سيحرق لظاها الأيدي العابثة بأمان السوريين، ونفخ مشغلو الإرهاب في قربة الاقتطاع الاستعماري المثقوبة بلا جدوى، وهذيان ميليشيا قسد بالتقسيم أو الانفصال مرفوض سورياً بالمطلق.
فالسوريون لن يتوانوا عن الذود عن وحدة أراضيهم وترابط جغرافيتها، ولن تفتر عزيمتهم عن مقارعة المحتلين، ولا نبالغ إن قلنا أن كل طرق أميركا الالتفافية والملتوية لتمرير خبث المقاصد وقبح الغايات لن تودي بها وبأدواتها الوظيفية إلا إلى هاوية الهزيمة ومنحدرات الفشل، فهم يلاحقون الأوهام والميدان السوري يصنع الحقائق الساطعة.
وسيدرك كل اللاعبين بكرة الإرهاب على الخريطة السورية مرغمين أن سلسلة إرهابييهم تقطعت في ساحات المواجهة، وأن جسور إرهابهم على الجغرافيا السورية تصدعت وما عادت تفضي لغاياتهم القذرة، وأن طرق العربدة العدوانية والبلطجة الاحتلالية ونهب المقدرات وسرقة الثروات في الجزيرة محفوفة بمخاطر لا طاقة لهم بدفع فواتير أثمانها الباهظة ولا حتى تحمل تداعياتها.
في أفق الشمال السوري تنبلج شمس المقاومة الشعبية، وبانبلاجها تتداعى أوهام وتنهار تحصينات الأدوات الإرهابية، ومع كل خطوة تحرير يخطوها جيشنا الباسل تُرسم نهايات الإرهاب ومشروعات مشغليه، لن تعطل مؤامراتهم مسيرة التحرير والتعافي وإن زاد صخب ضجيج إرهابها الاقتصادي والسياسي والعسكري.
فلا اللعب على حبال الإرهاب وذر غبار التعمية في العيون الدولية بات يجدي نفعاً بعد أن تكشفت حقيقة أطماع واشنطن وأنقرة بالأرض والمقدرات السورية، ولا المناورات العبثية في دائرة الوهم الاحتلالي سينتج عنها شيئاً، طالما يرفض السوريون بالمطلق أي وجود استعماري للغزاة والمحتلين، ولا اتجار واشنطن القذر بورقة المساعدات الإنسانية وقضية المعابر في المحافل الدولية سيشرعن العدوان الأميركي والتركي وأفعال السرقة والنهب للثروات السورية المثبت بالأدلة والبراهين، وكل ما تفعله واشنطن وأنقرة حالياً لا يعدو كونه مناورات عبثية لتأخير الخواتيم المرتقبة التي ستكتبها الأيادي السورية.
حدث وتعليق – لميس عودة