مما لاشك فيه أن سورية برهنت عبر السنين الماضية على نضوجها الثقافي والحضاري بعدد من التخصصات التي تشي بتذوقٍ حقيقي للجمال .. فخلال سني الحرب العدوانية ورغم سوداوية الأيام وصعوبتها مثلاً نجحت في تقديم المسرح والسينما والموسيقا بأبهى صورة ممكنة.
اليوم ونحن نحتفي بيوم الموسيقا التي كانت ولاتزال غذاء الروح والعقل والوجدان، لابد من الحديث عن هذا الفن الذي يمس شغاف القلب ويذهب به بعيداً عن زحمة الأيام وصعوباتها.
نعم .. الموسيقا حقيقة تسامي الروح وصفائها، ولذلك فالاحتفاء بها واجب علينا جميعاً .. كيف لا .. ونحن أبناء الحضارة وأول نوتة موسيقية كانت على هذه الأرض الطاهرة .
في يوم الموسيقا يحق لنا أن نسأل: هل أعطينا للموسيقا حقها في مدارسنا ومناهجنا؟ ماذا عن دور المعاهد الموسيقية التي تربي أجيالاً تعشق الموسيقا وتؤمن بها؟
إن علاقة الموسيقا بالتربية علاقة وثيقة، فالتربية تعتمد على الموسيقا في بناء شخصية الطفل، والموسيقا تحتاج الى أساليب التربية ومفاهيمها في التعليم لنشر التذوق الموسيقي الجميل والوصول إلى تحقيق الإبداع .
من هنا نقول: إن ثمة من قلبهم على الموسيقا وتفعيلها وترسيخها في عقول أبنائنا .. وفي طالعهم المعنيون في المعهد العالي للموسيقا الذين يخرّجون أجيالاً أكاديمية تحافظ على الموسيقا ودورها في المجتمع …لكن في المقابل نحتاج إلى الجهود المضاعفة والاهتمام الأكبر بأطفالنا في المدارس، فالموسيقا بلا شك تنمي مهاراتهم وتقوي ذاكرتهم وتهذب نفوسهم وروحهم .
لنحتفِ في الموسيقا التي تعتبر من أهم الأدوات الجمالية والتربوية والثقافية، ولنشجعْ على إقامة الأمسيات والمهرجانات وكذلك المسابقات الموسيقية التي تساهم بتبادل الخبرات في مجال الموسيقا .. فالاحتفاء بالموسيقا له دور كبير في خلق جو ثقافي وإبداعي، وهذا بحق يليق بنا وبحضارتنا وبالموسيقيين الذين طرقوا أبواب مشاعرنا بما قدموه وأنجزوه داخل سورية وخارجها .
رؤية -عمار النعمة