الثورة أون لاين – ناصر منذر:
أكذوبة (الكيميائي) لا تزال تشكل سلاحاً قذراً تستخدمه دول منظومة العدوان في سياق الحرب الإرهابية التي تشنها ضد الشعب السوري، وسورية لطالما وقعت ضحية للأسلحة الكيميائية، سواء من خلال استخدامها المتكرر من قبل التنظيمات الإرهابية بأوامر مشغليها أم من خلال الحملات الغربية المسعورة التي أعقبت تلك الجرائم (الكيميائية) النكراء، بقصد اتهام الجيش العربي السوري، وممارسة الضغط والابتزاز السياسي بحق الدولة السورية.
الدول الراعية للإرهاب تتجه لاستخدام أكذوبة (الكيميائي) مجدداً، حيث إرهابيو(النصرة) يحضرون بالتعاون مع مرتزقة (الخوذ البيضاء) لاستفزاز كيميائي جديد في إدلب، بإيعاز من أميركا ونظام أردوغان وأجهزة استخبارات أوروبية، ما يعني أن ثمة سيناريو تصعيد آخر يتم الإعداد له بقصد تحشيد الرأي العام العالمي ضد الدولة السورية بعد إنجاز نصرها السياسي المتمثل بالانتخابات الرئاسية، وتكبيلها بسلسلة ضغوط جديدة لمنعها من استكمال حربها على الإرهاب، ولاسيما أن تحرير إدلب قرار سوري لا رجعة عنه، وربما بات تنفيذه أقرب من أي وقت مضى، ودول منظومة العدوان باتت تستشعر هذا الأمر.
من المهم جداً الإشارة إلى أن معبر(باب الهوى) على الحدود مع تركيا، هو الممر الذي أدخل الإرهابيون من خلاله الصهاريج المحملة بمادة الكلور لتصنيع الغاز السام وتعبئة القذائف بها لاستخدامها ضد المدنيين، فهذا المعبر الذي يسيطر عليه إرهابيو (النصرة) هو من تستميت الولايات المتحدة لتجديد تفويض مجلس الأمن السماح بوصول ما يسمى (المساعدات الإنسانية) من خلاله، واعتماده كشريان إمداد رئيسي للإرهابيين، ومادة الكلور هي أحد أوجه تلك (المساعدات)، والتي تتضمن بمجملها أسلحة وعتاداً للإرهابيين، وهذا يعطي تفسيراً واضحاً للرفض الأميركي الدائم بأن تكون آلية ايصال المساعدات تحت إشراف الحكومة السورية، ويوضح أيضاً هدف واشنطن من منع الدولة السورية من إعادة بسط سيطرتها على أراضيها، وهذا يؤكد مجدداً على أن كل الأسلحة-(عسكرية كانت، أم غازات سامة)- التي يستخدمها الإرهابيون بارتكاب جرائمهم يتم تزويدها لهم من قبل أميركا ونظام أردوغان، ودول أوروبية شريكة في سفك دماء السوريين.
يفترض من منظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أن تتعامل بجدية مع المعلومات الواردة حول ما يتم التحضير له من قبل الإرهابيين، ولكن المؤسف أن هذه المنظمة لا يعول عليها بحكم ارتهانها للقرار الأميركي والغربي، فهي لطالما شكلت أداة ضغط رئيسية بيد منظومة العدوان، وتجاهلت الكثير من الأدلة والبراهين التي قدمتها سورية وروسيا والتي تثبت استخدام التنظيمات الإرهابية للأسلحة الكيميائية، كما أن هذه المنظمة اشتهرت بالكثير من الفضائح التي عرت مصداقيتها، وكشفت تواطؤها بتبرير الجرائم (الكيميائية) التي ارتكبها الإرهابيون، من خلال لجوئها لتزوير الحقائق، وممارستها القمع والترهيب بحق مفتشيها ممن رفضوا عمليات التزوير بتحقيقات سابقة في مزاعم استخدام الأسلحة الكيميائية.
أميركا تدفع إرهابييها لارتكاب استفزاز (كيميائي) جديد تحت إشراف نظام أردوغان، من أجل توظيف هذا الاستفزاز لاحقاً لابتزاز سورية سياسياً، وتكبيلها بضغوط تنطوي على تهديدات واضحة ومعلنة، تصب في مصلحة إرهابيي (داعش والنصرة والخوذ البيضاء)، فمسألة حماية هذه التنظيمات الإرهابية لا تزال على رأس أولويات الغرب اللاهث وراء إنقاذ مشروعه الاستعماري المتهاوي، ولكن الفشل سيبقى المصير الحتمي لكل مشاريعه ومخططاته العدوانية، وهذا ما أثبتته معطيات الميدان والسياسة، التي كرسها الصمود السوري.