مليون ونصف المليون شجرة في مشروع الحزام الأخضر بدرعا تعاني العطش … والحاجة ماسة لصيانة وتأهيل الآبار وتوفير مياه الري
الثورة أون لاين – تحقيق – جهاد الزعبي:
يُعتبر مشروع الحزام الأخضر المحيط بمدينة درعا وبعض البلدات المحاذية لها مثل أم المياذن ونصيب والمسيفرة من أهم المشاريع التي استصلحت مساحات كبيرة من الأراضي الوعرة وزراعتها بالزيتون والفستق الحلبي حيث تمت المباشرة به عام ١٩٨٣.
٤٠٠ مليون الأضرار..
هذا المشروع الرائد تعرض لأضرار كبيرة خلال سنوات الحرب الظالمة على سورية وخرجت مئات آلاف أشجار الزيتون من الإنتاج بسبب العطش والتحطيب لعدم توفر مياه الري وتخريب ونهب الآبار من قبل اللصوص وفي احصائية من قبل إدارة المشروع للأضرار التي لحقت بالبنى التحتية له قٌدرت الخسائر بنحو ٤٠٠ مليون ليرة في عام ٢٠١٨ .
*الآبار خارج الخدمة..
خلال زيارة ” الثورة” لإدارة المشروع بزراعة درعا ومن خلال متابعة العمل لاحظنا أن هناك متابعة جيدة من إدارة المشروع لمطالب المزارعين لتأمين طلبات المازوت لزوم الري وغيرها من الأمور.
وبسؤال بعض المزارعين عن وضع الأشجار وتوفر مياه الري قالوا إنهم يعانون من عدم توفر مياه الري من الآبار البالغ عددها نحو ٣٠ بئراً حيث تعرضت جميعها للتخريب وسرقة الكابلات والغواطس والردم خلال سنوات الأزمة وبالتالي والكلام “للمزارعين” أصبحوا يشترون مياه ري الزيتون بالصهاريج وهي غالية ومكلفة جداً.
*بئر الشياح يعمل..
وحسب كلام المزارعين تعتبر جميع آبار الحزام بمحيط مدينة درعا خارج الخدمة ومعطلة ما عدا بئر منطقة “الشياح” الوحيد الذي تمت صيانته وتشغيله وهو يخدم المنطقة لري الشجر والشرب وهو غير كاف لتغطية حاجة المزارعين الكبيرة.
١٦ بئراً بمحيط درعا البلد..
وبالعودة لوضع الآبار بمحيط منطقة درعا البلد أكد المزارعون أن عددها يبلغ ١٦ بئراً من أصل ٣٠ بئرا بكامل المشروع ، والشغال منها هو بئر منطقة “الشياح” وآبار المسيفرة ونصيب وأم المياذن تم تشغيلها بدعم من بعض المنظمات الدولية، ولكن الشيء الملفت أن هناك تقنينا بالكهرباء وعدم توفر مولدات كهربائية ومازوت للتشغيل وقت الحاجة.
سرقة الكابلات والغواطس..
ولفت المزارعون أن جميع الآبار في مشروع الحزام الأخضر تعرضت للتخريب وسرقة الغواطس والكابلات الكهربائية وحالتها الفنية سيئة. مؤكدين على أهمية تأهيل وتشغيل تلك الآبار وإيصال التيار الكهربائي لها بشكل متواصل وإنقاذ الأشجار من اليباس والعطش، مشيرين أنهم طالبوا عبر الزراعة والمحافظة اللجان الوزارية التي كانت تأتي للمحافظة بضرورة تخصيص موازنة لصيانة وتشغيل الآبار ولكن لم يحصل شيء حتى تاريخه.
*مشروع هام..
مدير المشروع المهندس خالد محاميد أكد أن مشروع الحزام الأخضر من أهم المشاريع بدرعا وتبلغ مساحته نحو ٦٠ ألف هكتار وكان مخطط استصلاح نحو ١٢٧٢٤ هكتاراً نفذ منها حتى تاريخه قبل عام ٢٠١١ نحو ٩٩٨٨ هكتاراً والمشجر منها حوالي ٩٨٨٩ هكتاراً وهو يضم ما يقارب المليون ونصف المليون شجرة زيتون وفستق حلبي وكلها منتجة ويبلغ عدد المزارعين المستفيدين من المشروع أكثر من ٦٥١٨ مزارعاً. ولكن سنوات الحرب عطلت العمل بالمشروع وتعرضت الآبار البالغ عددها ٣٠ بئراً للتخريب والسرقة مما أخرجها من الخدمة.
ولفت محاميد أن الزراعة تعطي للمزارعين ٢ ليتر مازوت لكل دونم لري الأشجار حسب برنامج زمني وفق رخص الحيازة.
*ما باليد حيلة ..
خلال متابعتنا للموضوع منذ فترة مع إدارة المشروع لاحظنا أنه ليس باليد حيلة كما فهمنا من المهندس خالد محاميد فالإمكانيات بسيطة وتأهيل وتشغيل الآبار وإيصال الكهرباء لها يحتاج لمئات الملايين والموازنة غير كافية لذلك.
*وأخيراً..
الوضع لا يحتمل التأخير والحاجة ماسة لتأهيل وتشغيل آبار مشروع الحزام بدرعا من أجل إنقاذ أشجار الزيتون والفستق الحلبي من اليباس.