مجدداً، تسلط الدورات الصيفية التي باتت تنتشر بشكل مريع الضوء على الواقع التعليمي المتباين في المدارس الحكومية، رغم كل الجهود والإمكانات والموارد الهائلة التي تقدمها الحكومة للقطاع التربوي والتعليمي بكافة مستوياته وأشكاله.
الدورات الصيفية الخاصة، باتت تشكل عبئاً جديداً على الأهل نتيجة ارتفاع تكاليفها الباهظة جداً، خاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة التي نعانيها جميعاً بسبب الحرب والحصار والعقوبات الأميركية والغربية، غير أن الملفت في الأمر أن معظم كوادر المعاهد الخاصة هم من المدرسين في المدارس الحكومية، وهذا ما يطرح مزيداً من التساؤلات عما يفعل أولئك الأساتذة خلال العام الدراسي؟، ولماذا لا يقدمون الأفضل والأميز لأبنائنا؟، بغض النظر عن تلك الحجج والذرائع الواهية التي يقدمها الكثير من المدرسين والأساتذة والتي باتت غير مقنعة تحت أي عنوان وتحت أي ظرف، كالأعداد الكبيرة للتلاميذ في الصفوف وضعف الرواتب والحوافز وما إلى ذلك من مبررات، يحاول من خلالها البعض تغييب ضميره المهني وإحالة قدسية المعلم إلى التقاعد!؟.
بعض المدارس الحكومية بدأت بالدورات الصيفية لتقوية طلابها في جميع المواد وبأسعار رمزية جداً، لاسيما طلاب الصف الثامن والتاسع والحادي عشر والثانوية العامة وتعتبر هذه الخطوة نقطة مضيئة في هذا النفق المظلم، ما يوجب تعزيزها ودعمها وتشجيعها من قبل وزارة التربية وإطلاقها في معظم المدارس خلال العطلة الصيفية، لما لها من آثار إيجابية على الطلاب والأهل والمجتمع، خصوصاً في ظل هذه الظروف المعيشية العصيبة التي تمنع الكثيرين من إرسال أبنائهم إلى المعاهد الخاصة لتحسين مستواهم التعليمي.
عين المجتمع -فردوس دياب