اليوم تنطلق محادثات الجولة السادسة عشرة من جولات “أستانا” والأمل يملأ قلوب السوريين بطي صفحة الإرهاب وإعادة إعمار بلدهم، وفرض القوانين الدولية والقرارات السابقة لاتفاقات “سوتشي” و”أستانا” على منظومة العدوان، وفي مقدمتها النظام التركي الذي ادعى مراراً وتكراراً أنه ضامن لتلك الاتفاقات وملتزم بها، وإذ به يلتف عليها ويتنكر لالتزاماته ويظهر أمام القاصي والداني ضامناً فقط للإرهابيين وتنظيماتهم المتطرفة.
المؤشرات الأولية، التي ترافقت مع سياسات التعطيش الإرهابية بحق أكثر من مليون مواطن في الجزيرة السورية من النظام التركي وأدوات واشنطن الانفصالية “قسد”، وتلك السياسات التصعيدية التي اتخذتها واشنطن في اجتماعي روما الأخيرين، وما رافقهما من تصعيد في أروقة مجلس الأمن الدولي لفرض دعم الإرهاب من خلال المتاجرة بقضية المساعدات الإنسانية، ومحاولات فرض العمل بإجراءاتها من خلال المعابر غير الشرعية، والقيام بعدوان عسكري مباشر على مواقعنا على الحدود السورية العراقية، كل تلك المؤشرات تشي بأن منظومة العدوان ستحاول إفشال هذه الجولة من الحوار وسد كل الطرق أمام أي حل مفترض ينهي معاناة السوريين ويطوي حقبة الاحتلالين الأميركي والتركي.
وفوق هذا وذاك فإن النظام التركي استبق جولة “أستانا” الحالية بتصعيد الموقف الميداني في الشمال، في محاولة منه لفرض معادلاته على الأرض هناك قبل الدخول في أي محادثات، وفي محاولة لرسم مستقبل منطقة “خفض التصعيد” في إدلب كما تشتهي خارطة أطماعه وأشرعة سفنه العدوانية.
ومثل هذا الكلام نرى ترجمته على أرض الواقع من خلال عدة اتجاهات، ولاسيما أن هذا النظام الاحتلالي وجد نفسه مأزوماً وفي مأزق واضح أمام الشركاء الضامنين بعد جولة أستانا الأخيرة، ولذلك رأيناه وهو يخطط آنذاك لتحويل منطقة “خفض التصعيد” في إدلب إلى منطقة وقف إطلاق نار دائم، كي يتمكن هو وإرهابيوه من إتمام مشاريعهم العدوانية من “تتريك” وتغيير ديمغرافي من دون أي منغصات، ولما وضعت سورية وحلفاؤها الضامنون للاتفاق حداً لسياساته وبات مكشوفاً أمام الجميع تم الإيعاز لتنظيم جبهة النصرة الإرهابي آنذاك أيضاً لإعداد مسرحية كيماوية علهم يخلطون الأوراق ويعودون بالأمور في جولة اليوم إلى نقطة الصفر.
باختصار سيبقى السوريون، في جولة اليوم كما قبلها وبعدها، ورغم تفخيخها من منظومة العدوان، متمسكين برفض أي تدخل بشؤونهم الداخلية وباستقلال بلدهم وسيادتها، وبالإصرار على إنهاء الاحتلال التركي والأميركي لأراضيهم، ودحر الإرهابيين وطردهم منها، وإيقاف مسلسل الإجرام والانفصال الذي تحاول ميليشيا “قسد” فرضه على الأرض، وإنهاء مسلسل التغيير الديمغرافي التركي في الشمال، وإيقاف سرقة ثرواتهم من الغزاة، مثلما أنهم سيستمرون في الحوار والتأسيس لحل شامل يقوم على احترام إرادتهم وسيادتهم.
من نبض الحدث – بقلم مدير التحرير أحمد حمادة