حتى اليوم لا تزال الكثير من الجهات العامة وحتى الخاصة تعمل بعقلية واستراتيجية إطفاء الحرائق، في وقت يشكل فيه الظرف الحالي لسورية الحالة النموذجية الأكاديمية لضرورة الخطط المسبقة الوقائية.
يتشعب الحديث عن الخطط، وتُفنّد كل كبيرة وصغيرة قد ترد إلى ذهن السائل حولها، ولكن كلها لا تزال حتى اليوم عمّا سيكون، دون أن يتضمن أي منها ما يجب أن يتم في حال لم يكن ما كان يجب أن يكون..!! وفق الخطة طبعاً..
لعل الوضوح والصراحة هي المفتاح لنجاح العمل، كونها تضع الجميع في صورة العقبات التي تعترض التنفيذ وتوضح سلفاً احتمالية عدم الوصول للهدف، في بيئة جعلت الحرب والحصار العقبات التي لا تخطر ببال تقف حائلاً دون الهدف..
لم يعد المواطن يريد وعوداً ولم يعد يهواها، بل جلّ ما يريده هو الصراحة.. وهي صراحة عميمة الفائدة على الجميع لكون المواطن يصبح والحال حينها مؤازراً بدل أن يكون ناقداً، وفي بعض الأحيان مجرِّح في كل ما هو أمامه، ما يعني وقوفه إلى جانب كل جهة صارحته في عملها بل والاحتمال الأكبر أن يساهم في طرح مقترحات وحلول لم تكن حاضرة في الأذهان، ناهيك عن تقديمه خلاصة الرأي والمزاج العام في كل ما يمس حياته اليومية مباشرة.
عسكرياً انتصرنا.. وسياسياً كذلك، وبقي علينا الانتصار الاقتصادي، وهو انتصار ليس هيّناً لأن اللقمة أخطر بكثير من كل أسلحة الأرض، والسوري بطبعه قادر على المواجهة ويهيئ لها أدوات الانتصار منذ آلاف السنين، وما خروج الطامعين مذلولين مدحورين عبر التاريخ إلا نموذجاً على قدرة السوري على تهيئة أسباب الانتصار وتحقيقه وعيشه.
سنوات عشر من التحمّل والصمود لا يجب أن تذهب هباءً وهدراً على مذبح الأهواء والأمزجة، بل لا بد من التعامل مع المسألة كما تعاملنا معها يوم كان الإرهاب في أقصى تمدد له.. يوم بات الكاره والطامع والشامت على يقين من أن سقوط سورية مسألة وقت..
تعاملنا مع الظروف الأقسى بواقعية ووضوح وصراحة، واليوم لا يريد المواطن أكثر من الصراحة.. شرط أن تكون سابقة لما هو محتمل الحدوث لا بعده..
الكنز- مازن جلال خيربك