النفاق الإداري.. فساد أيضاً.!

 

يعتقد البعض أن ظهوره وهو مشغول عن الدوام ميزة تحسب لصالحه، المهم أن يراه الناس مشغولاً، لكن ما الذي يشغله، وما هو الهدف، وما هو الناتج.. كل ذلك ليس مهما، مع التذكير هنا أننا جميعاً لم نصبح مشغولين من تلقاء أنفسنا حتى مع الأجهزة الإلكترونية وتطبيقاتها، والبقاء مرتبطين بها طيلة الوقت، ومتصلين بشبكة الأنترنت باستمرار وإنما لسببين:

الأول إما هروبنا من تحمل مسؤولياتنا الأساسية، والثاني أننا لسنا على قدر المسؤولية، مناسبة هذا الكلام أننا جميعا نتابع ونراقب وثمة مؤشرات واضحة على حالة من الخِفة تعيشها بعض مؤسساتنا الرسمية والنقابية وحتى الأهلية لا تتناسب أبداً مع ثقل المعاناة وحجم المسؤوليات الملقاة على عاتقها والآمال المعقودة عليها، فلا يزال التخبط والتعارض والغياب والضعف هو السمة الرئيسية، ولا تزال الصورة ضبابية ومشوشة حول حقيقة أن هذه المؤسسات هي التي تقود العمل وهي التي تقرر وتراقب وتحاسب وتصحح المسار عندما ينحرف، ولعلّ الخفة لدى بعض المسؤولين في هذه المؤسسات تظهر بأجلى صورها في التعامل مع هموم الناس الأكثر إلحاحاً وغيابهم عن هذه الهموم والمسافة البعيدة بينهم وبين عامة الناس.

ومن الطبيعي عندما تتسع مثل هذه الظواهر في الحياة الإدارية فهي لا تقلّ خطراً عن الفساد لأن النفاق والانتهازية يشكلان أسلوباً كثير الضرر في الحياة الإدارية، ولأن آثارهما السلبية تشوش وجه الحياة وتعرقل الإدارة، وعلى هذا فإن النفاق والانتهازية أحد أشكال الفساد الذي ينخر في الجسم الاجتماعي والإداري وفي الإطار المحيط بذوي المناصب، ما يدفعنا للحديث عنهما والتحذير منهما، ففي بعض المواقع الإدارية والاقتصادية هناك من يتستر على ملفات الفساد ويمارس الفساد والرشاوي والتهريب والقفز فوق القوانين.

ومن أشباه المنافق والانتهازي أو من يدور في فلكهما وينسج على منوالهما مساح الجوخ والمخادع والمراوغ والمتزلف والمتسلق وذو الوجهين.. ومنهم من تنطبق عليه صفات أسوأ فهم متعددو الوجوه يتلونون بحسب ما يخدم منافعهم والادعاء بالغيرة على المصلحة العامة واستغلال الفرص و الوشاية والوقيعة والتسلق على حساب الغيورين على المصلحة العامة والآراء غير المحددة التي تحتمل التأويل في عدة اتجاهات حيث لاتدري إذا كان معك أو ضدك، ولذلك لايصلح المنافق والمتسلق لتحمل المسؤولية لأنها أمانة، ولا يستطيع أن يتصدى لها إلا الأقوياء، ولا يتحمل المسؤولية إلا من يمتلك مواصفات قيادية خاصة ومَن يتصدّى لتحمّل المسؤولية أن يكون مستعدّاً لمواجهة المشاكل وإدارة المواقف والأزمات، وأن يصنع القرار المناسب لاسيّما في المواقف الصعبة، وما عدا ذلك ليس أكثر من نفاق إداري وربما هو أكثر خطراً من الفساد المالي.

الكنز- يونس خلف

آخر الأخبار
٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟ فيدان: ننتظر تقدّم محادثات دمشق و"قسد" ونستعد لاجتماع ثلاثي مع واشنطن وفود روسية وتركية وأميركية إلى دمشق لمناقشة ملف الساحل وقانون "قيصر" رغم نقص التمويل.. الأمم المتحدة تؤكد مواصلة جهود الاستجابة الإنسانية بسوريا بين "داعش" و"قسد" وإسرائيل.. الملفات الأمنية ترسم ملامح المرحلة المقبلة المنطقة الصحية الأولى بجبلة.. نحو 70 ألف خدمة في تشرين الأول تفجير المزة.. هل حان وقت حصر السلاح بيد الدولة؟ عودة محطة بانياس.. دفعة قوية للكهرباء واستقرار الشبكة نحو شوارع أكثر نظافة.. خطوات جديدة في حلب