بعد أن تم رفضه !! مشروع أسري تجاري في طرطوس لإنتاج السماد العضوي من الديدان…. فهل تتبناه مديرية الزراعة
الثورة أون لاين – تحقيق – ربا أحمد:
شغف المهنة والرغبة بتطويرها والإنتاج جعل من المهندسة الزراعية صفاء شحود تنطلق بمشروع صغير يحمل من الفائدة الاقتصادية والتحسين في الإنتاج الزراعي الشيء الكبير.
واليوم تنتج م.صفاء سماد الفيرمي كومبوست وهو السماد العضوي الخالي من المواد الكيميائية، ورخيص الثمن من دودة الأرض، ودون تكلفة كبيرة.
* بداية القصة..
قصة م. صفاء بدأت منذ عام ٢٠٢٠ عندما بدأت أبحاثها ورغبتها في تطوير عملها الزراعي الذي أوصلها إلى نتيجة أن تربية دودة الأرض تعطي سماد الفيرمي الذي يغذي التربة، ويعطي محصولاً خالياً من المواد الكيميائية، فكانت أن تواصلت مع مزرعة المزارع حسان خليفة بدرعا والذي طوَّر هذه التجربة منذ ٢٠١٨، وبدأ ببيع السماد المنتج والديدان.
وتشير م. صفاء إلى أنها اشترت من خليفة ٢٠٠ دودة، وخلقت البيئة المناسبة لتربيتها، والتي هي عبارة عن أوعية بلاستيكية وضمن درجة حرارة طبيعية /١٨-٢٢/ درجة مئوية، ورطوبة ٧٠-٨٠%، ولتطعمها من مخلفات المطبخ من خضار وفواكه وقليل من روث الحيوان المتحلل وتبن منقوع بحيث كل دودة تزن غراماً تأكل نصف غرام فقط.
* تطوير المشروع..
لتبدأ بإنتاج السماد العضوي فيرما كومبوست، وكل ذلك بعد أن تواصلت وبإشراف د.م. “رامي وطفة”، د.م. “بسام السيد “، م.”سائر برهوم” الذين أشرفوا على مراحل عملها وإنتاجها.
لتصبح ٢٠٠ دودة التي حصلت عليها من المزارع خليفة عشرات الالاف من الديدان المنتجة.
ومن أجل تطوير مشروعها وجدت م. صفاء المزارع “صفوان عدوية ” في بانياس الذي بدوره استخدم السماد على ٣ بيوت بلاستكية لديه مزروعة بالبندورة فكان إنتاج عضوي ونظيف وذو رائحة شهية وبكميات كبيرة.
*الديدان.. منتج حيوي..
من ناحية أخرى بيّنت م.صفاء إلى أنها اليوم قادرة أن تبيع -ديدان – لمن يريد الانطلاق بهكذا مشروع أو أن تبيع السماد لأي مزارع لأنه يمكن استخدامه على كافة أنواع المزروعات سواء بيوت محمية أو أشجار، أو شتلات، أو نباتات.
وتتابع: سماد الفيرمي غني بالبكتيريا الحية، وغني بالعناصر الغذائية الصغرى والكبرى، إضافة إلى أنه يمكن حلَّه بالماء بوضع ٢كغ سماد مع برميل ماء، وبالتالي يمكن السقاية منه أو رشه على المزروعات، وهو سماد آمن مهما كانت النسبة عالية وقريبة من الجذر، وبالتالي يخفف تلوث التربة، ونتخلص من السماد الكيماوي وأضراره الكبيرة على الصحة، ويقلل من تلوث الهواء واستخدام مياه الري، ونخرج بمنتج عضوي صحي.
لافتةّ إلى أنه خلال أبحاثها وجدت أن عدداً كبيراً من الدول بدأت تستخلص من سماد الفيرمي كومبست الأنزيمات والأحماض وتستخدمه لتخليص التربة من سمومها لاسيما وأن استخدامه لثلاث سنوات متواصلة تصبح التربة غنية جداً ومعطاءة.
* حل اقتصادي..
ووفقاً للأبحاث تعتبر تبني المشروع كحل اقتصادي وعلى مساحات كبيرة يساعد بفرز النفايات والاستفادة من مخلفات المطبخ والطعام بتغذية هذه الديدان، ما يعني التخلص من كميات كبيرة منها بطريقة اقتصادية وصحية، وتصل نسبة ربحه إلى ٣٠٠% برأسمال محدود جداً كون المربي يستطيع بيع الديدان والسماد.
وعن تسويق منتج المزارع حسان عدوية وإمكانية زيادة الإنتاج لفتت م. صفاء إلى أنه سيتم بيع البندورة المنتجة بأسعار مقبولة، وسيبدؤون بزيادة مساحة استخدامه إلى المزروعات المكشوفة بكل أنواعها.
* لا استجابة..
وعند سؤالها إن تواصلت مع مديرية زراعة طرطوس لتبني الفكرة وتطويرها كمشروع زراعي صغير، أكدت م.صفاء شحود أنه لم يكن هناك أي تعاون من قبل المديرية لذا فضلت الاستمرار به لوحدها وتعاونت مع الدكاترة الجامعيين الذين ذكرتهم.. فساعدوها وطوروا في عملها وشجعوها.
مشروع صغير بإرادة وفريق عمل متخصص يحلم أن يتطور ليقدم منتجاً نحن اليوم بأمس الحاجة له لاسيما وأن السماد الكيماوي غير متوفر، وأسعاره عالية جداً، إضافة إلى مشكلة أضراره على المنتجات الزراعية والتي باتت كل الأبحاث تحذر منها.
* مديرية زراعة طرطوس.. ليس اختصاصنا
وعند سؤال المهندس “سامر صبح” مدير دائرة الإنتاج العضوي عن سبب عدم تبني فكرة م.صفاء، أكد أن المهندسة تواصلت مع الدائرة، ولكن ليس من اختصاص دائرته تبني أي فكرة بحثية كونها من صلاحية البحوث الزراعية حصراً التي تبحث لمدة ٣ سنوات على منتجٍ، وفي حال نجاحه تطبقه عن طريق وزارة الزراعة.
مضيفا م.صبح أنه بادر لمساعدة م. صفاء بدعوتها لورشة عمل في الشهر القادم، ومن الناحية العلمية يرى أن الفكرة ممتازة من النواحي البحثية والعلمية والصحية لأن سماد الفيرمي من أفضل أنواع سماد الكومبوست، ومفيد صحياً كونه خالياً من المواد الكيماوية، واليوم نحن بأمس الحاجة له في ظل غلاء الأسمدة وعدم توفرها.
* في النهاية..
نأمل من مديرية الزراعة تبني هكذا مشروع لتطويره وزيادة إنتاجه وتوعية الوحدات الإرشادية لاستخدامه من قبل المزارعين لما فيه من فائدة اقتصادية وغذائية وصحية كبيرة، وكمشروع أسري تجاري غير مكلف، ويمكن تنفيذه في أي منزل وأي قرية