في زمن الإرهاب والتطبيع المجاني والعربدة الأميركية الصهيونية في طول العالم وعرضه، تتمايز الأوطان بشموخها واستقلالها وكرامتها عن الخنوع والتبعية والانقياد، وهذا هو حال سورية التي تؤكد من جديد أنها كرمز دائم للأمة لا تهتز أمام رياح العدوان العاتية مهما بلغت من قوة، لتبقى كما كانت أبداً السد المنيع والدرع الحصين الذي يلجأ إليه الأشقاء في أوقات المحن.
إنه عهد سورية الأبدي مع البشرية جمعاء وليس مع أمتها العربية فقط أن تبقى نبراساً يهتدي به كل من آمن بإنسانيته وحريته وحقه في الحياة بأرضه دون تدخل الآخرين، وهذا ما أكده خطاب القسم الذي وجهه السيد الرئيس بشار الأسد للشعب السوري والذي اختصر فيه كل الحقائق التي امتاز بها السوريون عبر التاريخ، والتي أسقطت بدورها كل الرهانات المعادية التي رافقت انتشار التنظيمات الإرهابية في الأراضي السورية والمنطقة، وهي التي يبنى عليها على الدوام لتبقى دمشق قبلة للأحرار وبيضة القبان التي تتوازن بها وبفضلها موازين القوى الدولية.
وكون هذه المرحلة امتداداً للمرحلة السابقة التي استطاع خلالها السوريون بمواجهة أعتى حرب إرهابية عرفها التاريخ شاركت فيها دول وجيوش وكيانات واستخدمت فيها آخر ما توصل إليه العقل البشري من مفاهيم ومصطلحات شيطانية، الغاية منها تضليل الشعوب وغسل أدمغتها كي تتمكن من حشو عقولها بمفاهيم مدمرة للمجتمعات قبل الدول والمؤسسات، وهذا ما عايشناه نحن السوريين خلال الحرب الإرهابية التي استهدفت كل شيء في بلادنا، ولم يسلم منها لا البشر ولا الشجر ولا الحجر.
وعليه فقد رسم خطاب القسم كل الخطوط العريضة للمرحلة المقبلة لتكون استمراراً لمرحلة تحرير الأرض من الإرهابيين ومن كل أنواع الاحتلال، مع بذل المزيد من العمل لإعادة إعمار وبناء ما دمره الإرهاب في كل ربوع الوطن حتى ينهض الاقتصاد من جديد لتستمر سورية بممارسة دورها الحضاري والإنساني خدمة لشعبها ولكل شعوب الأرض قاطبة.
حدث وتعليق- راغب العطيه